للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لِيُسَلِّطَكِ عَلَى ذاكِ أَوْ قَالَ عَلَيَّ (١)». قَالُوا: أَلَا نَقْتُلهَا؟ قَالَ: «لَا». قَالَ: فَمَا زِلْتُ أَعْرِفُهَا فِي لَهَوَاتِ رَسُولِ اللَّهِ . رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ.

• عَنْ جَابِرٍ أَنَّ يَهُودِيَّةً (٢) مِنْ أَهْلِ خَيْبَرَ أَهْدَتْ لِلنَّبِيِّ شَاةً مَسْمُومَةً فَأَكَلَ مِنْهَا وَأَكَلَ مَعَهُ رَهْطٌ مِنْ أَصْحَابِهِ ثُمَّ قَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ : «ارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ وَأَرْسَلَ إِلَى الْيهُودِيَّةِ» فَقَالَ لَهَا: «أَسَمَمْتِ الشَّاةَ؟» قَالَتْ: مَنْ أَخْبَرَكَ؟ قَالَ: «أَخْبَرَتْنِي هذِهِ الذِّرَاعُ (٣)»، قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: «فَمَا أَرَدْتِ إِلَى ذلِكَ؟» قَالَتْ: قُلْتُ إِنْ كَانَ نَبِيًّا فَلَمْ يَضُرَّهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ نَبِيًّا اسْتَرَحْنَا مِنْهُ فَعَفا عَنْهَا.

وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : كَانَ النَّبِيُّ يَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ وَلَا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ فَأَهْدَتْ لَهُ يَهُودِيَّةٌ بِخَيْبَرَ شَاةً مَصْلِيَّةً (٤) مَسْمُومَةً فَأَكَلَ مِنْهَا وَأَكَلَ الْقَوْمُ فَقَالَ: «ارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ فَقَدْ أَخْبَرَتْنِي أَنَّهَا مَسْمُومَةٌ فَأَرْسَلَ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ فَسَأَلَهَا مَا حَمَلَكِ عَلَى هذَا؟» قَالَتْ: إِنْ كُنْتَ نَبِيًّا لَمْ يَضُرَّكَ وَإِنْ كُنْتَ مَلِكاً أَرَحْتُ النَّاسَ مِنْكَ، «فَأَمَرَ بِهَا فَقُتِلَتْ» لأَنَّهُ مَاتَ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ مِنْ أَكْلِهَا ثُمَّ قَالَ فِي وَجَعِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: لَا زِلْتُ أَجِدُ أَلَماً مِنْ أُكْلَةِ خَيْبَرَ فَهذَا أَوَانُ قَطَعَتْ أَبْهَرِي (٥). رَوَاهُمَا أَبُو دَاوُدَ فِي الدِّيَّاتِ وَاللَّهُ أَعْلَى وَأَعْلَمُ.


(١) ما كان الله ليسلطك عليّ أي الآن، وإلا فهي كانت سبب موته لقوله الآتي: فهذا أوان قطعت أبهري، ولم يأمر بقتلها أولا نظرًا لحقه ولكن لما مات بشر بن البراء أمر بقتلها فيه كما يأتي. وقول أنس فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله جمع لهاة وهي اللحمة الحمراء المعلقة في أعلى الحنك، أي لا زالت اللهاة متغيرة بسبب هذه الأكلة.
(٢) هذه المرأة اسمها زينب بنت الحارث أخي مرحب، أو هي بنت مرحب اليهودي.
(٣) ذراع الشاة المشوية نطقت للنبي وأخبرته بأنها مسمومة، ففي هذه الحادثة معجزة ظاهرة لكل الناس. نسأل الله كمال الإيمان والقدوة به .
(٤) أي مشوية بالنار:
(٥) الأبهر: عرق في الظهر وهما أبهران، وقيل هما الأكحلان اللذان في الذراعين، وقيل عرق في باطن القلب إذا انقطع لم تبق معه حياة، فالنبي وإن مات في نهاية أجله ولكن بسبب أكلة خيبر المسمومة وذلك ليحوز المرتبتين مرتبة الرسالة ومرتبة الشهادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>