للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَتَّى أَقْضِيَ لَكِ حَاجَتَكِ فَخَلَا مَعَهَا فِي بَعْضِ الطُّرُقِ حَتَّى فَرَغَتْ مِنْ حَاجَتِهَا». رَوَى مُسْلِمٌ هذِهِ الثَّلَاثَةَ.

• عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ بَيْنَ أَمْرَيْنِ أَحَدُهُمَا أَيْسَرُ مِنَ الْآخَرِ إِلا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا (١) مَا لَمْ يَكُنْ إِثْماً فَإِنْ كَانَ إِثْماً كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللَّهِ لِنَفْسِهِ إِلا أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ ﷿ (٢). رَوَاهُ الثَّلَاثَةُ.

وَعَنْهَا قَالَتْ: مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ شَيْئاً قَطُّ بِيَدِهِ وَلَا امْرَأَةً وَلَا خَادِماً إِلا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ (٣) فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ إِلا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ ﷿. رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ.

وَعَنْهَا قَالَتْ: صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ أَمْراً فَتَرَخَّصَ فِيهِ (٤) فَبَلَغَ نَاساً مِنْ أَصْحَابِهِ فَكَرِهُوهُ وَتَنَزَّهُوا عَنْهُ فَبَلَغَهُ ذلِكَ فَقَامَ خَطِيباً فَقَالَ: «ما بَالُ رِجَالٍ بَلَغَهُمْ عَنِّي أَمحرٌ تَرَخَّصْتُ فِيهِ فَكَرِهُوهُ وَتَنَزَّهُوا عَنْهُ فَوَاللَّهِ لَأَنَا أَعْلَمُهُمْ بِاللَّهِ وَأَشَدُّهُمْ لَهُ خَشْيَةً». رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.


(١) فما خير النبي بين أمرين إلا اختار الأسهل منهما كالاجتهاد في العبادة والاقتصاد فيها وكالسعة في الدنيا والكفاف منها، فالاقتصاد أخف وتسهل المداومة عليه، والكفاف أسهل ولا مسئولية عليه.
(٢) وما انتقم لنفسه خاصة كعفوه عن الرجل الذي رفع صوته عليه وقال إنكم يا بني عبد المطلب مطل رواه الطبراني، وكعفوه عن الرجل الذي جبذ بردائه حتى أثر في عنقه وقال أعطني مما عندك فليس مالك ولا مال أبيك، وسيأتي في الأخلاق، إلا إذا انتهكت حرمة الله فينتقم، كأمره بقتل عبد الله بن خطل وعقبة بن أبي معيط ونحوهما ممن كانوا ينتهكون حرمة الله تعالى.
(٣) وما نيل منه شيء أي ما قصده أحد بسوء فانتقم منه بل كان يعفو ويصفح، لكن من ينتهك محارم الله فإنه يؤدبه بما يراه من حد وغيره إقامة لحق الله وزجرا للأشرار.
(٤) الأمر الذي ترخص فيه النبي هو قيام الليل كله إلا في رمضان، والذين تنزهوا عنه جماعة من الأصحاب مرّ ذكرهم سألوا عن عبادة النبي ليلا فلما سمعوا كأنهم استقلوها، وقالوا أين نحن من النبي ، فقال بعضهم أما أنا فإني أقوم الليل كله، وقال آخر أنا أصوم الدهر أبدا. فسمع النبي بهذا فذكر الحديث على المنبر. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>