(١) جاورت بحراء شهرا أي أقمت فيه أعبد الله شهرا ثم أردت الذهاب إلى بيتي لأنظر مصلحته فخرجت من الغار فسرت حتى استبطنت الوادي، أي صرت في بطنه في الطريق ناداني مناد مرات فنظرت فإذا هو جبريل ﵇ على العرش أي الكرسي في الهواء فرعبت منه فأسرعت إلى بيتي فقلت دثروني أي غطوني بالملابس حتى يذهب خوفي فدثروني فصبوا عليّ ماء لإطفاء حرارة الخوف والهم فأنزل الله تعالى على نبيه هذه الآيات التي تأمره بتبليغ الرسالة، فثبتت رسالته من هنا، وأما النبوة فمن نزول جبريل عليه في الغار بقوله ﴿اقرأ باسم ربك الذي خلق﴾ ولا منافاة بين حديث جابر هذا وحديث عائشة فإن ﴿ياأيها المدثر﴾ أول ما أنزل للرسالة، و» اقرأ باسم ربك» أول ما نزل للنبوة على صاحبهما أفضل الصلاة والسلام.