(١) فلما ذهبا إليه وسمع من النبي ﷺ قال له هذا الناموس أي صاحب السر الإلهي الذي كان يتنزل على الأنبياء قبلك وسيعود لك فيأمرك بالرسالة، ثم قال يا ليتني فيها أي مدة الرسالة جذعًا أي شابًا قويا ليتني أكون حيًا حينما يخرجك قومك من بلدك هذا، فعجب النبي ﷺ من قوله هذا لأنه يرى نفسه الآن محبوبًا بينهم بل كان مشهورا بالصادق الأمين، ورد على ورقة بقوله هل سيخرجني قومي؟ قال نعم لم يأت رجل قط بالرسالة إلا عاداه قومه ولكنى لو عشت وأدركت رسالتك لنصرتك نصرًا مؤزرا أي نصرا قويًا عزيزا، فلم ينشب ورقة أن توفي، أي لم يلبث بعد هذه الجلسة إلا زمنا قليلا ثم مات إلى رحمة الله طاويًا في قلبه نصر النبي ﷺ ودينه القويم، وفتر الوحي أي لم ينزل جبريل على النبي ﷺ بعد هذه المرة إلا بعد ثلاث سنين أو سنتين ونصف ليزداد شوقه إليه ويقبل بكليته عليه. (٢) فبعد فترة الوحي كان النبي ﷺ يمشي إذ سمع قائلا من السماء يقول يا محمد فنظر فإذا هو جبريل على كرسي في الهواء فخاف منه فرجع إلى بيته فقال. زملوني ففعلوا حتى ذهب خوفه فأنزل الله تعالى» ياأيها المدثر» أي المتلفف بالثياب» قم فأنذر» أي الناس» وربك فكبر» أي عظمه» وثيابك فطهر» أي من النجاسات وقصرها عن الأرض» والرجز فاهجر» أي اهجر الأصنام ولا تعبدها، فحمى الوحي وتتابع، أي صار ينزل كثيرا.