للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ يُصَلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ إِذَا خَرَجُوا لَمْ يَعُودُوا إِلَيْهِ آخِرُ مَا عَلَيْهِمْ وَرُفِعَتْ لِيَ سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى (١) فَإِذَا نَبِقْهُا كَأَنَّهُ قِلَالُ هَجَرَ وَوَرَقُهَا كَأَنَّهُ آذَانُ الْفُيُولِ فِي أَصْلِهَا أَرْبَعَة أَنْهَارٍ نَهْرَانِ بَاطِنَانِ وَنَهْرَانِ ظَاهِرَانِ فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ فَقَالَ أَمَّا الْبَاطِنَانِ فَفِي الْجَنَّةِ وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ فَالنِّيلُ وَالْفُراتُ (النِّيلُ بِأَرْضِ مِصْرَ وَالْفُرَاتُ بِأَرْضِ الْعِرَاقِ). وَفِي رِوَايَةٍ: ثُمَّ عُرِجَ بِي حَتَّى ظَهَرْتُ لِمُسْتَوًى أَسْمَعُ فِيهِ صَرِيفَ الْأَقْلَامِ (٢) ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ خَمْسُونَ صَلَاةً (٣) فَأَقْبَلْتُ حَتَّى جِئْتُ مُوسى فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟


(١) وكشف لي عن سدرة المنتهى أي التي ينتهي إليها على الخلائق ولم يجاوزها إلا النبي وهي شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها، نبقها أي ثمرها كقلال هجر جمع قلة وهي الجرة العظيمة، وهجر بلد معروف لهم، وورقها كآذان الفيول جمع فيل أي في الشكل والاستدارة فقط، وإلا فالورقة منها تغطى الجبل. وقوله في أصلها أربعة أنهار أي يتفجر من تحتها أربعة أنهار اثنان في الجنة والآخران الفرات بالعراق والنيل بأرض مصر أي البركة فيهما من أصل سدرة المنتهى أو بعض مائهما من أصلها، فلا ينافي أن السحب تحمل ماء البحر الملح وتلقيه في أصولهما كما هو مشاهد.
وفي رواية» فلما غشيها من أمر الله ما غشيها تغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها، غشيها ألوان لا أدري ما هي» ولمسلم والترمذي:» لما أسري برسول الله انتهى به إلى سدرة المنتهى وهي في السماء السادسة إليها ينتهي ما يعرج به من الأرض فيقبض منها، وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها» قال تعالى ﴿إذ يغشى السدرة ما يغشى﴾ قال مراش من ذهب (طائر ذو جناحين) قال فأعطى رسول الله ثلاثا أعطى الصلوات الخمس وأعطى خواتيم سورة البقرة وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئا المقحمات» أي الذنوب، فصريح هذا أن سدرة المنتهى في السماء السادسة، وظاهر ما قبله أنها في السابعة ولا تنافي بينهما فأصلها في السادسة وتمتد في العلو إلى ما شاء الله.
(٢) ثم علا النبي بعد السموات السبع وبعد سدرة المنتهى حتى وصل إلى مكان سمع فيه صريف الأقلام أي صوت كتابتها للمقادير، والظاهر أن هذا عند الكرسي واللوح والقلم بقرب عرش الرحمن جل شأنه.
(٣)» ثم فرضت عليه خمسون صلاة أي كلمه الله تعالى وأوحى إليه ما أوحى من العلوم والأسرار وفرض عليه وعلى أمته خمسين صلاة في اليوم والليلة فعاد النبي ومر على إبراهيم فلم يسأله لأنه خليل الرحمن من شأنه التسليم فمرّ على موسى فسأله لأنه كليم الرحمن=

<<  <  ج: ص:  >  >>