للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللَّهُ لِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ مَا يَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلا أَنبَأْنُهُمْ بِهِ (١) وَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ (٢) فَإِذَا مُوسى قَائِمٌ يُصَلِّي فَإِذَا رَجُلٌ ضَرْبٌ جَعْدٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةً وَإِذَا عِيسى ابْنُ مَرْيَمَ قَائِمٌ يُصَلِّي أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهاً عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقْفِيُّ وَإِذَا إِبْرَاهِيمُ قَائِمٌ يُصَلِّي أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ صَاحِبُكُمْ يَعْنِي نَفْسَهُ فَحَانَتِ الصَّلَاةُ فَأَممْتُهُمْ فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنَ الصَّلَاةِ قَالَ قائِلٌ: يَا مُحَمَّدُ هذَا مَالِكٌ صَاحِبُ النَّارِ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَبَدَأَنِي بِالسَّلَامِ». رَوَاهُما مُسْلِمٌ فِي كِتَابِ الإِيمَانِ. نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنَا الْإِيمَانَ الْكَامِلَ آمِينَ وَاللَّهُ أَعْلَى وَأَعْلَمُ.


(١) ففي صباح الإسراء أخبر النبي قومه به فأنكروه وعجبوا من قوله وصار بعضهم يضع يده على رأسه وبعضهم يصفق استهزاء به، وقالوا نضرب أكباد الإبل إلى بيت المقدس شهرا وأنت تزعم أنك ذهبت إليه وعدت في ليلة واحدة، إن هذا لشيء عجاب، ثم قال قائل منهم أحضروا صاحبه أبا بكر فليسمع قوله، فجاء أبو بكر فسمع منه فقال: صدقت صدقت والله إنى أصدقه ولو جاء بخبر السماء. فلهذا سمي» أبو بكر الصديق» وأخيرا قالوا له: يا محمد إنا نعرف أوصاف بيت المقدس نصفه لنا إن كنت ذهبت له، وكان اجتماعهم هذا بجوار الكعبة في حجر إسماعيل فكشف الله عن نبيه محمد حتى رأي بيت المقدس كأنه أمامه ينظر إليه فصار النبي يجيبهم عن كل سؤال من أوصافه وأبوابه وجهاته وغيرها حتى قالوا آخرا أما النعت فقد أصاب فيه، ولكنهم لم يؤمنوا لأنهم قد ختم على قلوبهم إلا من سبقت له السعادة فآمن وازداد إيمانًا كأبي بكر وأرضاه.
(٢) وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء أي في بيت المقدس عرفت منهم موسى بن عمران قائما يصلى، جسمه ضرب أي خفيف شعره جعد كأنه من رجال شنوءة، ورأيت عيسى بن مريم قائما يصلى أشبه الناس به عروة بن مسعود ورأيت فيهم إبراهيم قائما يصلى وهو يشبه صاحبكم يعني النبي ، وحان وقت الصلاة فأذن جبريل وصلى بهم النبي إمامًا وبعد الصلاة جاءه مالك خازن النار فسلم على النبي ، ففيه أن النبي أفضل الخلق كلهم قال اللقاني :
وأفضل الخلق على الإطلاق … نبينا فمل عن الشقاق

<<  <  ج: ص:  >  >>