للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«لَا تُنْزِلُنَّ بُرْمَتَكُمْ وَلَا تَخْبِزُنَّ عَجِينَكُمْ حَتَّى أَجِيءَ» فَجِئْتُ وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ يَقْدُمُ النَّاسَ حَتَّى جِئْتُ امْرَأَتِي فَقَالَتْ: بِكَ وَبِكَ (١) فَقُلْتُ: قَدْ قُلْتُ الَّذِي قُلْتِ فَأَخْرَجَتْ لَهُ عَجِيناً فَبَصَقَ فِيهِ (٢) وَبَارَكَ ثُمَّ عَمَدَ إِلَى بُرْمَتِنَا فَبَصَقَ فِيهَا وَبَارَكَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «ادْعِي خَابِزَةً فَلْتَخْبِزْ مَعَكِ (٣) وَاقْدَحِي مِنْ بُرْمَتِكُمْ وَلَا تُنْزِلوهَا» وَهُمْ أَلْفٌ فَأُقْسِمُ بِاللَّهِ لَقَدْ أَكَلُوا حَتَّى تَرَكُوهُ وَانْحَرَفُوا وَإِنَّ بُرْمَتَنَا لَتَغِطُّ كَمَا هِيَ وَإِنَّ عَجِينَنَا لَيُخْبَزُ كَمَا هُوَ». رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي غَزْوَةِ الْخَنْدَقِ.

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَوْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ غَزْوَةُ تَبُوكَ أَصَابَ النَّاسَ مَجَاعَةٌ قَالُوا: يَا رَسُولَ للَّهِ لَوْ أَذِنْتَ لَنَا فَنَحَرْنَا نَوَاضِحَنَا (٤) فَأَكَلْنَا وَادَّهَنَّا فَقَالَ: «افْعَلُوا». فَجَاءَ عُمَرُ فَقَالَ: يَا رَسُول اللَّهِ إِنْ فَعَلْتَ قَلَّ الظَّهْرُ وَلكِنِ ادْعُهُمْ بِفَضْلِ أَزْوَادِهِمْ ثُمَّ ادْعُ اللَّهَ لَهُمْ عَلَيْهَا بِالْبَرَكَةِ لَعَلَّ اللَّهَ يَجْعَلُ فِي ذلِكَ (أَيْ بَرَكَةً وَخَيْراً) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «نَعَمْ»، فَدَعَا بِنِطَعٍ (٥) فَبَسَطَهُ ثُمَّ دَعَا بِفَضْلِ


(١) أي فعل الله بك كذا وبك كذا لمجئ كل القوم وليس عندنا ما يكفيهم.
(٢) فأخرجت امرأة جابر للنبي العجين فبصق فيه بريقه الشريف، وقال اللهم بارك فيه ثم قصد البرمة فبصق فيها وبارك.
(٣) فلتخبز معك وفى نسخة معي، واقدحى أي اغرفى من برمتكم ولا تنزلوها عن التنور، والمغرفة تسمى القدحة، وقدح من المرق غرف منه، وهم ألف أي الذين أكلوا من هذا الصاع وهذه البهيمة كانوا ألفًا. قال جابر فأقسم بالله لقد أكلوا حتى تركوه أي الطعام وانحرفوا عنه لشبعهم، وإن البرمة لتغط كما هي أي مملوءة بالطبيخ على حالها وإن عجيننا ليخبز كما هو فلم ينقص كل منهما عن حاله، معجزة للنبي . وفى هذا قال الولى العراقى :
وأطعم الألف زمان الخندق … من دون صاع وبهيمة بقى
بعد انصرافهم من الطعام … أكثر مما كان من طعام
(٤) النواضح من الإبل التى تحمل الماء، والمراد هنا كل بعير، والإدهان طلى الجسم بالدهن.
(٥) النطع - كالضلع - بساط من جلد يوضع بين يدى الحكام لقتل من يشاءون عليه، وأحيانًا كانوا يأكلون عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>