(٢) بهما أي بهاتين الخصلتين أدركت هذه المنزلة العالية. وفيه من فضل عمر ما لا يخفى رضي الله عن الجميع. (٣) في مقام إبراهيم فإنه قال للنبي ﷺ وهم عند الكعبة لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى فنزلت ﴿واتخذوا من مقام إبراهيم مصلي﴾، وفي الحجاب فإنه قال للنبي ﷺ لو أمرت نساءك بالحجاب فإنه يراهن البر والفاجر فنزلت آية الحجاب، وفي أسارى بدر فإنه أشار على النبي بقتلهم، وأشار أبو بكر بأخذ الفداء وتركهم فأخذ النبي ﷺ برأي أبي بكر رغبة في الرحمة، فنزلت الآية تحبذ رأي عمر وهي ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾. وقوله في ثلاث لا ينافي أنه وافق ربه في أكثر منها فإنه نهى النبي ﷺ عن الصلاة على المنافقين فنزلت ﴿ولا تصل على أحد منهم مات أبدا﴾ الآية. (٤) كفاه هذا شرفا لا يدانيه شرف ﵁. (٥) فبلغت الأمور التي نزل القرآن يوافق رأيه فيها خمسة عشر أمرًا ﵁.