للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«إِنْ كُنْتِ نَذَرْتِ فَاضْرِبِي وَإِلا فَلَا»، فَجَعَلَتْ تَضْرِبُ فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَهِيَ تَضْرِبُ ثُمَّ دَخَلَ عَلِيٌّ وَهِيَ تَضْرِبُ ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ وَهِيَ تَضْرِبُ ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَأَلْقَتِ الدُّفَّ تَحْتَ سْتِهَا (١) فَقَعَدَتْ عَلَيْهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيَخَافُ مِنْكَ يَا عُمَرُ إِنِّ كُنْتُ جَالِساً وَهِيَ تَضْرِبُ فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَهِيَ تَضْرِبُ ثُمَّ دَخَلَ عَلِيُّ وَهِيَ تَضْرِبُ ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانَ وَهِيَ تَضْرِبُ فَلَمَّا دَخَلْتَ أَنْتَ يَا عُمَرُ أَلْقَتِ الدُّفَّ».

• عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ جَالِساً فَسَمِعْنَا لَغَطاً وَصَوْتَ صِبْيَانٍ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ (٢) فَإِذَا حَبَشِيَّةٌ تَزْفِنُ (٣) وَالصِّبْيَانَ حَوْلَهَا فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ تَعَالَىْ فَانْظُرِي»، فَجِئْتُ فَوَضَعْتُ لَحْبَيَّ عَلَى مَنْكِبٍ رَسُولِ اللَّهِ (٤) فَجَعلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهَا فَقَالَ: «أَما شَبِعْتِ أَمَا شَبِعْتِ فَجَعَلْتُ أَقُولُ لَا لِأَنْظُرَ مَنْزِلَتِي عِنْدَهُ إِذْ طَلَعَ عُمَرُ فَارْفَضَّ النَّاسُ عَنْهَا» (٥) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «إِنِّي لَأَنْظُرُ شَيَاطِينَ الْإِنْسِ والْجِنِّ قَدْ فَرُّوا مِنْ عُمَرَ» قَالَتْ فَرَجَعْتُ (٦).

• عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «لَوْ كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ لَكَانَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ (٧)».

وَقَالَ عُمَرُ لِأَبِي بَكْرٍ : يَا خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمَا إِنَّكَ إِنْ قُلْتَ ذَاكَ فَلَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ


(١) تحت استها أي تحت مقعدتها فجلست عليه خوفا من عمر لشدته عليهن، ففيه الوفاء بالنذر في المباح. وتقدم هذا في كتاب الإيمان والنذور.
(٢) أي ينظر سبب هذا.
(٣) تزفن أي ترقص وتضرب بالدف.
(٤) لتستتر به وهي تنظر الراقصة.
(٥) فروا من حولها خوفا من عمر.
(٦) ففي هذين عظيم لطف النبي بالعباد، وجواز سماع اللهو بقدر الحاجة، وفيه عظيم فضل عمر وأرضاه وحشرنا في زمرته آمين.
(٧) ومعلوم أن درجة النبوة لا درجة بعدها للبشر إلا الرسالة، ولو أردنا بالنبوة في الحديث ما يشمل الرسالة لكان عمر في الدرجة العليا .

<<  <  ج: ص:  >  >>