للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأَعْرَضَ عَنْهُ، ثمَّ قَامَ الرَّابِعُ فَقَالَ مِثْلَ مَا قَالُوا فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ وَالْغَضَبُ يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ فَقَالَ: «مَا تُرِيدُونَ مِنْ عَلِيَ وَكَرَّرَهَا ثَلَاثاً»، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ عَلِيًّا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ وَهُوَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي (١)».

• عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَقُولُ: «لَا يُحِبُّ عَلِيًّا مُنَافِقٌ وعلَا يُبْغِضُهُ مُؤْمِنٌ (٢)».

• عَنْ بُرَيْدَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي بِحُبِّ أَرْبَعَةٍ وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ يُحِبُّهُمْ»، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ سَمِّهِمْ لَنَا، قَالَ: «عَلِيٌّ مِنْهُمْ قَالَهَا ثَلَاثاً وَأَبُو ذَرَ وَالْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ وَسَلْمَان (٣) أَمَرَنِي بِحُبِّهِمْ وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ يُحِبُّهُمْ».

• عَنْ حَبَشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «عَلِيٌّ مِنِّي وَأَنَا مِنْ عَلِيَ وَلَا يُؤَدِّي عَنِّي إِلا أَنَا أَوْ عَلِيٌّ (٤)»،

وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : آخَى النَّبِيُّ بَيْنَ أَصْحَابِهِ فَجَاءَ عَلِيٌّ تَدْمَعُ عَيْنَاهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ آخَيْتَ بَيْنَ أَصْحَابِكَ وَلَمْ تُؤَاخِ بَيْنِي وَبَيْنَ أَحَدٍ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ : «أَنْتَ أَخِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخَرِةِ (٥)».

• عَنْ عَلِيَ قَالَ: كُنْتُ إِذَا سَأَلْتُ النَّبِيَّ أَعْطَانِي وَإِذَا سَكَتُّ ابْتَدَأَنِي (٦).

• عَنْ الْبَرَاءِ قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ جَيْشَيْنِ وَأَمَّرَ عَلَى أَحَدِهِمَا عَلِيًّا وَعَلَى الْآخَرِ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَقَالَ: إِذَا كَانَ


(١) النبي أعرض عن شكواهم في عليّ لأنه ظهر له أن ما فعله على ليس منكرًا وإلا لأجابهم، وقوله وهو ولي كل مؤمن بعدى هذه من قوله ﴿النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم﴾ أي وعلى ولي المؤمنين بعدي وفيها لعلي أفخر منقبة.
(٢) فالمنافق لا يحب عليًا لأنه ضده والمؤمن لا يبغضه لأنه مثله، ومنه الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، ومنه الضدان لا يجتمعان.
(٣) وسلمان الفارسي، فالله تعالى يحبهم أي أكثر ممن دونهم، وذكر على ثلاثًا تنويه بمزيد فضله وعلو قدره .
(٤) كان من دأب العرب إذا كان بينهم نقض أو إبرام أو صلح لا يؤدي ذلك إلا سيد القوم أو من يليه من قرابته القريبة.
(٥) هذه المؤاخاة وقعت بعد الهجرة فقد آخى النبي بين المهاجري والأنصاري لزيادة الرابطة والمودة بينهما كما يأتي وبهذا الحديث امتاز على عن بقية الأصحاب .
(٦) فكان علي في ذاكرة النبي دائما، وما أعظمها مزية.

<<  <  ج: ص:  >  >>