للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَسْتَحْيِيهِ الْمَلَائِكَةُ، رَحِمَ اللَّهُ عَلِيًّا اللَّهُمَّ أَدِرِ الْحَقَّ مَعَهُ حَيْثُ دَارَ (١)». رَوَى التِّرْمِذِيُّ السَّتَّةَ عَشَرَ (٢).

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «أَنَا دَارُ الْحِكْمَةِ وَعَلِيٌّ بَابُهَا (٣)». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالطَّبَرَانِيُّ وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ.

• عَنِ الْأَقْرَعِ مُؤَذِّنِ عُمَرَ قَالَ: بَعَثَنِي عُمَرُ إِلَى الْأُسْقُفِّ (٤) فَدَعَوْتُهُ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: هَلْ تَجِدُنِي فِي الْكِتَابِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: كَيْفَ تَجِدُنِي؟ قَالَ: أَجِدُكَ قَرْناً، قَالَ: فَرَفَعَ عُمَرُ عَلَيْهِ الدِّرّةَ فَقَالَ: قَرْنَ مَهْ؟ قَالَ: قَرْنٌ حَدِيدٌ أَمِينٌ شَدِيدٌ، قَالَ عُمَرُ: كَيْفَ تَجِدُ الَّذِي يَجِئُ بَعْدِي؟ قَالَ: أَجِدُهُ خَلِيفَةً صَالِحاً غَيْرَ أَنَّهُ يُؤْثِرُ قَرَابَتَهُ، فَقَالَ عُمَرُ: يَرْحَمُ اللَّهُ عُثْمَانَ ثَلَاثاً فَقَالَ: كَيْفَ تَجِدُ الَّذِي بَعْدَهُ؟ قَالَ: أَجِدُهُ صَدَاءَ حَدِيدٍ، فَوَضَعَ عُمَرُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ فَقَالَ: يَا دَفْرَاهُ يَا دَفْرَاهُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهُ خَلِيفَةٌ صَالِحٌ وَلكِنَّهُ يُسْتَخْلَفُ حِينَ يُسْتَخْلَفُ وَالسَّيْفُ مَسْلُولٌ والدَّمُ مُهْرَاقٌ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ بِسَنَدٍ صَالِحٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.


(١) فكان الحق دائما مع علي تحقيقًا لدعوة النبي .
(٢) الثلاثة الأول بأسانيد صحيحة، والأخيران بسندين غريبين وما بينهما بأسانيد حسنة.
(٣) ورواه ابن عبد البر ولفظه أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأته من بابه، فهذه منقبة لعلي لم يشاركه فيها غيره فكان أعلم الناس بعد النبي وأقدرهم على حل المعضلات حتى ضرب المثل به (قضية ولا أبا حسن لها) وكتاب نهج البلاغة أكبر دليل على ذلك والله أعلم.
(٤) فعمر أرسل إلى الأسقف عالم النصارى ورئيسهم وشرع يسأله ليسمع منه ما يعرفه في كتبهم من وصف الأصحاب ، فقال له كيف وصفي عندكم؟ قال إنك قرن فرفع عمر الدرة عليه يريد ضربه لفهمه أنه ذم فيه ثم استفهم عمر فقال قرن مه أي ما تريد بالقرن، قال قرن حديد أي حصن من حديد للأمة أمين عليها شديد على أعدائها، ثم سأله عمن يأتي بعده، فقال هو خليفة صالح ولكنه يؤثر أقاربه على الناس فترحم عمر عليه ثلاثًا، ثم سأله عن الذي يأتي بعد عثمان فقال صداء حديد أي وسخ الحديد، فتكدر عمر ووضع يده على رأسه وقال يا دفراه أي يا نتن الإسلام ففهم منه أن هذا ذم، فقال الأسقف يا أمير المؤمنين إنه خليفة صالح ولكنه يستخلف والفتن في المسلمين كثيرة فهو مضطر إلى سل السيوف لقطع دابرها وتطهير الأرض والمسلمين=

<<  <  ج: ص:  >  >>