للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ قَالُوا يَوْمَ الْيَرْمُوكِ (١): أَلَا تَشُهدُّ عَلَى الْكُفَّارِ فَنَشُدَّ مَعَكَ فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ فَضَرَبُوهُ ضَرْبَتَيْنِ عَلَى عَاتِقِهِ بَيْنَهُمَا ضَرْبَةٌ ضُرِبَهَا يَوْمَ بَدْرٍ، قَالَ عُرْوَةُ: فَكُنْتُ أُدْخِلُ أَصَابِعِي فِي تِلْكَ الضَّرَبَاتِ أَلْعَبُ وَأَنَا صَغِيرٌ. رَوَاهُمَا الْبُخَارِيُّ.

• وَعَنْهُ قَالَ: أَوْصَى الزُّبَيْرُ إِلَى ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ صَبِيحَةَ الْجَمَلِ فَقَالَ: ما مِنِّي عُضْوٌ إِلا وَقَدْ جُرِحَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى انْتَهَى ذلِكَ إِلَى فَرْجِهِ (٢).

• عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ رَأَى فِي بَيْتِ الزُّبَيْرِ مِصْبَاحاً فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ مَا أَرَى أَسْمَاءَ إِلا قَدْ نُفِسَتْ (٣) فَلا تُسَمُّوهُ حَتَّى أُسَمِّيَهُ» فَسَمَّاهُ النَّبِيُّ عَبْدَ اللَّهِ وَحَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ بِيَدِهِ. رَوَاهُمَا التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدَيْنِ حَسَنَيْنِ.


(١) اليرموك موضع بالشام حصلت فيه موقعة كبيرة في أول خلافة عمر بين المسلمين والروم وكان عدد المسلمين فيها ستة وثلاثين أو خمسة وأربعين ألفا وعدد الروم سبعمائة ألف فهابهم المسلمون فقالوا للزبير ألا تبدأ بالحمل عليهم. فقال نعم، فحمل عليهم وتبعه المسلمون وأبلوا بلاء حسنا وانتصر المسلمون عليهم فقتلوا منهم مائة ألف وخمسة آلاف وأسروا أربعين ألفا ولكن استشهد من المسلمين أربعة آلاف وأرضاهم.
(٢) فكان هذا إشعارًا بقرب أجله ، وكان كذلك فإنه كان في وقعة الجمل مع عائشة ضد علي فطلبه على بين الجيشين وذكره بقول النبي له حينما التقوا في الطريق مرة: تقاتله وأنت له ظالم، قال نعم، فتاب ورجع فنام تحت شجرة فجاء قاتل على غفلة وقطع رأسه وجاء يبشر عليا بقتله فأنّبه على وتوعده بما معناه: بشر قاتل الزبير بالنار.
(٣) قد نفست أي ولدت واهتم النبي بشأنها لأنها أخت عائشة وكانت متزوجة بالزبير رضي الله منهم فالزبير أحد المبشرين بالجنة وحوارى النبي وابن عمته صفية وزوج أخت عائشة أجمعين وحشرنا في زمرتهم آمين والحمد لله رب العالمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>