للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْبُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ.

• عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرةِ (١) وَالَّذِي يَقْرَأُ وَهُوَ يَشْتَدُّ عَلَيْهِ لَهُ أَجْرَانِ». رَوَاهُ الْأَرْبَعَةُ.

• عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الْأُتْرُجَّةِ (٢) رِيحُهَا طَيِّبٌ وطَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِن الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ التَّمْرَةِ لَا رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمَهَا مُرٌّ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الْحَنْظَلَةِ لَا رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا مُرٌّ». رَوَاهُ الْخَمْسَةُ.

• عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ (٣) فَقَالَ: «أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلى بُطْحَانَ أَوِ الْعَقِيقِ فَيَأْتِيَ مِنْهُ بنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ فِي غَيْرِ إِثْمِ بِاللَّهِ وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ؟» فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ


(١) البررة: جمع بار وهو المطيع. والسفرة: جمع سافر ككتبة وكاتب وهم الملائكة الذين يتولون القرآن في عالم الملكوت، قال تعالى ﴿في صحف مكرمة * مرفوعة مطهرة * بأيدي سفرة * كرام بررة﴾. فحافظ القرآن المتقن له العامل به في درجة تلك الملائكة الكرام، وأما الذي يقرؤه ويريد حفظه وهو شديد عليه فله أجران: أجر القراءة وأجر التعب في حفظه. وفي رواية: والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران. نسأل الله التوفيق للعمل به آمين.
(٢) الأترجة بضم فسكون فضم فتشديد. ثمرة حلوة الطعم طيبة الريح جميلة اللون، والتمرة: ثمرة النخل، والريحانة: كل بقلة طيبة الريح كالورد والياسمين والريحان، والحنظلة: ثمر نبات في البادية مر الطعم ولا ريح له ولكنه كثير الفوائد كما في القاموس. فحامل القرآن العامل به في درجة عالية وذكره حسن عند الله والناس، والمنافق الذي لا يقرأ القرآن خبيث الظاهر والباطن نسأل الله الهداية.
(٣) الصفة كالقفة: مكان مظلل في المسجد كانت تأوى إليه المساكين ويسمون ضيوف الإسلام وسيأتي حديثهم في الزهد إن شاء الله. وبطحان كقربان أو بفتح فكسر: مكان بضواحي المدينة، والعقيق: واد من أودية المدينة، والكوماوين: تثنية كوماء وهي الناقة العظيمة السنام، فحفظ آيتين من القرآن والعمل بهما أفضل عند الله من اكتساب ناقتين؛ لأنهما متاع يذهب ويفنى، وثواب القرآن باق ونامٍ بل آية واحدة خير من الدنيا وما فيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>