للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«الَّذِي يَضْرِبُ مِنْ أَوَّلِ الْقُرْآنِ إِلَى آخِرِهِ كُلَّمَا حَلَّ ارْتَحَلَ» (١).

• عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ قَالَ: مَرَرْتُ فِي الْمَسْجِدِ فَإِذَا النَّاسُ يَخُوضُونَ فِي الْأَحَادِيثِ فَدَخَلْتُ عَلَى عَلِيَ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلا تَرَى أَنَّ النَّاسَ قَدْ خَاضُوا فِي الْأَحَادِيثِ؟ قَالَ: وَقَدْ فَعَلُوهَا؟ (٢) قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: أَمَا إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ : «أَلَا إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ» فَقُلْتُ: مَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ نَبَأُ مَا كَانَ قَبْلَكُمْ وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ (٣) وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ هُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ (٤) مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ وَمَنِ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ وَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ وَهوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ هُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ (٥) وَلَا تَلْتَبِسُ بِهِ الْأَلْسِنَةُ (٦) وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ وَلَا يَخْلُقُ عَلَى كَثْرَةِ الرَّدِّ (٧) وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ هُوَ الَّذِي لَمْ تَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ حَتَّى قَالُوا: ﴿إِنَّا سَمِعْنَا﴾ ﴿قُرْآناً عَجَباً﴾ ﴿يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ﴾ مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هُدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ خُذْهَا إِلَيْكَ يَا أَعْوَرُ» (٨). رَوَى هذِهِ السَّبْعَةَ التِّرْمِذِيُّ (٩).


(١) أي كلما أتم القرآن عاد لتلاوته من أوله، فالقرآن أفضل عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه تعالى بعد الفرائض التي افترضها عليه، وحكى عن الإمام أحمد أنه رأى ربه في المنام عدة مرات فقال: والله إن رأيته مرة أخرى لأسألنه أي شيء يقرب العبد إلى ربه. فرأى ربه جل شأنه فقال: يا رب بأي شيء يتقرب العبد إليك؟ قال: بتلاوة كلامي يا أحمد. قال: فهم المعنى أو لم يفهم يا رب؟ قال: فهم المعنى أو لم يفهم.
(٢) فعلوها أي هذه الخصلة وهي الخوض في الأحاديث.
(٣) ففيه أخبار السالفين وكثير من علامات الساعة الآتية كالدابة وطلوع الشمس من مغربها وأحوال القيامة وأهوالها.
(٤) هو الفصل أي الحكم الفارق بين الهدى والضلال.
(٥) أي لا تميل عن الحق باتباعه أو ما دامت تتبعه.
(٦) أي لا يختلط به غيره فيشتبه الأمر ويلتبس الحق بالباطل بل هو محفوظ بعناية الله تعالى قال تعالى ﴿إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون﴾.
(٧) لا يخلق أي لا يبلى، فمع كثرة تلاوته وتكراره لا يبتذل ولا تسأمه النفوس.
(٨) خذها أي هذه المواعظ والحكم البالغة إليك أي ارجع بها معك أيها الأعور.
(٩) الأول والثاني بسندين صحيحين والثالث بسند حسن والباقي بأسانيد غربية.

<<  <  ج: ص:  >  >>