للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُقَطِّعُ قِرَاءَتَهُ يَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ثُمَّ يَقِفُ (١)، الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، ثُمَّ يَقِفُ وَكَانَ يَقْرَؤُهَا مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٢). رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ (٣).

• عَنْ أَبِي مُوسَى أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ لَهُ: «لَوْ رَأَيْتَنِي وَأَنَا أَسْتَمِعُ لِقَرَاءَتِكَ الْبَارِحَةَ لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَاراً مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ» (٤). رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ.

• عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ: قَرَأَ النَّبِيُّ عَامَ الْفَتْحِ فِي مَسِيرٍ لَهُ عَلَى رَاحِلَتِهِ سُورَةَ الْفَتْحِ فَرَجَّعَ فِي قِرَاءَتِهِ، قَالَ مُعَاوَيةُ: لَوْلَا خَوْفِي مِنَ اجْتِمَاعِ النَّاسِ عَلَيَّ


= والخاصة، وحاجه قومه قال: أتحاجوني في الله، وهذا يجب مده بقدر ست حركات، ولا شك أن القراءة بهذه الكيفية تكون بينة واضحة يفهمها كل سامع كحديث أبي داود والترمذي: كانت قراءة النبي مفسرة حرفًا حرفًا بحيث يسهل على السامع عدها، وهذا العلم مشهور عند أربابه بعلم التجويد وهو عندهم لازم للقراءة لقوله تعالى ﴿ورتل القرآن ترتيلا﴾ حتى قال قائلهم:
والأخذ بالتجويد حتم لازم … من لم يجود القرآن آثم
لأنه به الإله أنزلا … وهكذا منه إلينا وصلا
وله عدة مؤلفات كالتحفة والجزرية رضي الله عن مؤلفيهما، وقد منّ الله عليّ بحفظهما والحمد لله.
(١) أي وهكذا يقف على رأس كل آية ترويحًا للقارئ وبيانًا للسامع، فالوقف على رءوس الآي مندوب وهذا كمال وإلا فلو تلا بضع آيات في نفس واحد لصح وجاز.
(٢) أي بحذف ألف مالك، وهذه رواية أم سلمة وإلا فقد روى أنس: أن النبي وصحبه الأعلام كانوا يقرءون مالك يوم الدين وكله مشروع كما هو مشهور في علم القراءات.
(٣) بسند غريب.
(٤) فأبو موسى الأشعري كان حسن الصوت فسمعه النبي يقرأ ليلا فلما قابله صباحًا قال له: لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك ليلا لسررت لقد أعطيت مزمار من مزامير آل داود أي لقد أعطيت لحنا من حسن صوت داود . وكان صوت داود في نهاية الحسن وكان يقرأ الزبور بسبعين لحنا وكان إذا قرأ بكى وبكّى كل من سمعه من إنس وجن وحيوان في بر أو بحر، وفي رواية: دخلت دار أبي موسى الأشعري فما سمعت صوت صنج ولا بربط ولا ناي أحسن من صوته، والصنج كالشرط: آلة من نحاس كالطبقين يضرب بأحدهما على الآخر، والبربط كجعفر: آلة كالعود، والناي: المزمار، فلما سمع أبو موسى ذلك قال: لو علمت يا رسول الله أنك تستمع لحبرته لك تحبيرا أي لحسنته وزينته لك تزيينا.

<<  <  ج: ص:  >  >>