للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنْ عَلِيَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الْأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ يَقْرَؤونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (١). رَوَاهُمَا الْأَرْبَعَةُ (٢).

• عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّهُ مَرَّ عَلَى قَاصَ يَقْرَأُ ثُمَّ سَأَلَ فَاسْتَرْجَعَ ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَلْيَسْأَلِ اللَّهَ بِهِ فَإِنَّهُ سَيَجِيءُ أَقْوَامٌ يَقْرَؤونَ الْقُرْآنَ يَسْأَلُونَ بِهِ النَّاسَ» (٣). رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ.

• عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «اقْرَإِ الْقُرْآنَ فِي شَهْرٍ» قُلْتُ: إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً حَتَّى قَالَ: «اقْرَأْهُ فِي سَبْعٍ وَلَا تَزِدْ عَلَى ذلِكَ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.


= العبادة ولكن رياء وسمعة وهم بعيدون عن الدين كالسهم إذا نفذ من مرماه بسرعة، فينظر الرامي في النصل والقدح والريش فلا يرى فيها أثرا للإصابة. وهؤلاء هم الخوارج خرجوا على الناس بأحموقة ظهرت لهم في زمن عليّ فقاتلهم قتالا شديدًا، وهم فرقة من المسلمين ضلوا عن الهدى ولكن تجوز مناكحتهم وأكل ذبائحهم وشهادتهم نظرًا لظاهرهم. وسئل عنهم عليّ أهم كفار؟ فقال: من الكفر فروا، فقيل: منافقون؟ فقال: المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلا وهؤلاء يذكرون الله بكرة وأصيلا، فقيل: من هم؟ فقال: قوم أصابتهم فتنة فعموا وصموا، نسأل الله التوفيق والهداية آمين.
(١) حدثاء الأسنان: أي صغارها، سفهاء الأحلام: أي ضعفاء العقول، يقولون من خير قول البرية: أي من قول خير البرية ، فقوم هذه صفتهم سيظهرون في آخر الزمان، يجب على الإمام أن يطلب منهم التوبة والرجوع إلى ما عليه المسلمون عدة مرات فإن تابوا وإلا قاتلهم فإن قتالهم جهاد لقوله في قتلهم: أجر لمن قتلهم يوم القيامة، ففيه وما قبله أن قراءة القرآن لا تكون إلا للإيمان به والعمل به لله تعالى.
(٢) ولكن البخاري وأبو داود هنا ومسلم في الزكاة.
(٣) على قاص أي قارئ، فاسترجع أي قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، كأنه رأى السؤال بالقرآن مصيبة فاسترجع لها وذكر الحديث. فقراءة القرآن وسؤال الناس بعدها وكذا من يقرأ وهو ماد يده للسؤال، ومن يقرأ في الطرق بنية السؤال كل هذا مذموم فإن القرآن أعظم شيء بيننا لأنه كلام الله فلا يكون عرضة لحطام الدنيا الفاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>