(٢) وكنت أعلم أنه خارج أي سيظهر في هذا الزمان ولكني ما كنت أظنه منكم يا معشر العرب. وفي رواية: أنه أخرج لهم سفطا (كسبب) علبة من ذهب عليها قفل من ذهب فأخرج منه حريرة مطوية فيها صور فعرضها عليهم إلى آخر صورة فقالوا جميعًا هذه صورة محمد ﷺ، فقال: هذه صور الأنبياء وهذه صورة خاتمهم صلى الله عليهم وسلم، وقوله ﴿وليبلغن ملكهـ ما تحت قدمي هاتين﴾ أي أرض بيت المقدس وملك الروم كله وكان كذلك. (٣) فقرأه أي بنفسه أو ترجمانه بأمره. (٤) سلام على من اتبع الهدى هذا كقول موسى وهارون لفرعون: والسلام على من اتبع الهدى، أدعوك بدعاية الإسلام أي بالكلمة الداعية إليه وهي شهادة التوحيد، أسلم تسلم: أي ادخل في الإسلام تسلم من شر الدنيا والآخرة، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين لإيمانك بنبيك ثم بمحمد ﷺ ولأن إيمانك يترتب عليه إيمان رعيتك فإن توليت ولم تسلم فإن عليك إثم الأريسيين أي الزارعين وكل الرعية أو الأريسيين نسبة إلى عبد الله بن أريس رجل كانت النصارى تعظمه لأنه ابتدع في دين عيسى ﵇ أمور كثيرة ليست منه. (٥) يا أهل الكتاب اليهود والنصارى تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أي نعترف بها ونقوم بأمرها جميعًا وهي ﴿ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئًا ولا يتخذ بعضنا بعضًا أربابا من دون الله﴾ كما اتخذتم الأحبار والرهبان أربابا ﴿فإن تولوا﴾ أي أعرضوا عن الإسلام ﴿فقولوا﴾ لهم ﴿اشهدوا بأنا مسلمون﴾.