(٢) أبو كبشة كنية للحارث بن عبد العزي أبي النبي ﷺ من الرضاع كانوا ينتقصونه به، فلما خرج أبو سفيان من مجلس هرقل، قال أبو سفيان وأصحابه: لقد أمر، أي عظم شأن ابن أبي كبشة حتى إنه يخافه ملك بني الأصفر أي الروم. (٣) فعاد هرقل إلى حمص الشام وجمع عظاء الروم في داره ثم قال لهم: يا معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشد الدائمين وثبات الملك دائمًا إن أردتم هذا فبايعوا محمدًا وآمنوا به فإني علمت من عدة أمور أن الأمة الدائمة هي الأمة المحمدية، فحاصوا حيصة الحمر الوحشية أي نفروا كالحمر الوحشية إلى الأبواب ليخرجوا منها كراهة في عرض الإسلام عليهم فوجدوها مغلقة فلما رأى هرقل جبنهم ذلك قال عليّ بهم أي أحضروهم ثم قال لهم: إني أردت بتلك المقالة أن أختبر تمسككم بدينكم فقد رأيت منكم ما أحب فسجدوا له كعادتهم سجودا بالجبهة أو تقبيلا للأرض بين يديه ثم انصرفوا راضين عنه، وفي البخاري في بدء الوحي ما معناه: أن هرقل في سنة صلح الحديبية انتقل إلى القدس لينظر جنوده هناك بعد أن انتصروا على فارس ولكنه نزل ضيفا عند أمير القدس وهو ابن الناطور، وكان هرقل حزاء أي كاهنا وماهرًا في علم النجوم فأصبح يوما كئيبا مهموما فسأله بطارقته وأمراء الدولة فقال لهم: رأيت في علم النجوم الليلة أن ملك الختان قد ظهر أي الذي يأمر بالختان فمن يختتن من هذه الأمم؟ قالوا: ليس يختتن إلا اليهود فلا يهمنك شأنهم وإن أردت إبادتهم فاكتب إلى أمراء مملكتك يقتلونهم فإنهم تحت حكمك فبينما هم يتشاورون في هذا إذ جاءهم رجل من قبل الحارث بن أبي شمر ملك غسان أحد ملوك العرب يخبر ذلك الرجل عن ظهور رسول الله ﷺ فقال هرقل: انظروا هذا الرجل أمختتن هو؟ فنظروه فوجدوه مختتنا =