للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَنَزَلَ لَمَّا قَالَتِ الْيَهُودُ نَحْنُ عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ وَقَالَتِ النَّصَارَى نَحْنُ عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ ﴿مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلَا نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ (١).

• عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّ لِكُلِّ نَبِيَ وُلاةً مِنَ النَّبِييِّنَ وَإِنَّ وَلِيِّي أَبِي وَخَلِيلِي وَخَلِيلُ رَبِّي (٢) ثُمَّ قَرَأَ ﴿إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (٣). رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً﴾ ﴿أُوْلَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ ﴿وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ (٤). عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: فِيَّ أُنْزِلَتْ هذِهِ الْآيَةُ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ


فأحضره هرقل وسأله عن العرب أيختتنون؟ قال: نعم، قال هرقل. هذا ملك هذه الأمة قد ظهر، أي أن محمدًا الذي ظهر يدعى النبوة والرسالة على حق كما رأيت في علم النجوم الليلة، وكان لهرقل صاحب له في مدينة رومية محل الرياسة الدينية للروم اسمه ضفاطر وله إلمام تام بعلم النجوم فكتب له هرقل بما رأى في علم النجوم وما جاءه من ظهور محمد بالنبوة والرسالة ثم عاد هرقل إلى عاصمة ملكه حمص الشام فوافاه مكتوب ضفاطر يوافقه في ظهور محمد وأنه رسول الله حقًّا، فكتب له هرقل يستدعية للحضور بحمص ثم جمع عظماء دولته وقواده ووزراءه في دسكرة أي قصر عظيم له يحوطه بيوت كثيرة ثم جلس هرقل في مكان عال وأشرف عليهم وعرض عليهم مبايعة محمد والإيمان به فنفروا منه فاستعطفهم وتركهم (هذا) ولم يثبت إيمان هرقل بل ثبت أنه قاتل النبي بعد هذا فأمر إيمانه موكول إلى الله تعالى.
(١) فإن اليهودية والنصرانية بعد إبراهيم بزمن طويل لأن موسى بعد إبراهيم بألف سنة تقريبًا وعيسى بعده بنحو ألفي سنة.
(٢) إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام.
(٣) ولما قال أهل الكتاب نحن على دين إبراهيم فنحن أولى ﴿به﴾ منكم نزلت ﴿إن أولى الناس بإبراهيم الذين اتبعوه﴾ في زمانه ﴿وهذا النبي﴾ محمد . ﴿والذين آمنوا﴾ به ﴿والله ولى المؤمنين﴾ نعم الولي ربنا وهو حسبنا ونعم الوكيل.
(٤) إن الذين يشترون أي يستبدلون ﴿بعهد الله﴾ إليهم في الإيمان وأداء الأمانة ﴿ثمنًا قليلا﴾ من الدنيا ﴿أولئك لا خلاق لهم في الآخرة﴾ أي لا حظ لهم فيها ﴿ولا يكلمهم الله﴾ غضبا عليهم ﴿ولا ينظر إليهم﴾ نظر رحمة ﴿ولا يزكيهم﴾ أي لا يطهرهم ﴿ولهم عذاب أليم﴾.

<<  <  ج: ص:  >  >>