للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِاللَّهِ» وَاقْرَؤوا عَلَيْهَا: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ﴾ فَذَكَّرُوهَا فَاعْتَرَفَتْ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ النَّبِيُّ : «الْيَمِينُ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ». رَوَاهُمَا الْبُخَارِيُّ.

• عَنْ أُنَسٍ قَالَ: كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ أَنْصَارِيَ بِالْمَدِينَةِ نَخْلًا وَكَانَ أَحَبَّ أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ بِيْرَحَا وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلةَ الْمَسْجِدِ وَكَانَ النَّبِيُّ يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ فَلَما أُنْزِلَتْ: ﴿لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ قَامَ أَبُو طَلْحَةَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: ﴿لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إليَّ بَيْرُحَا وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرِهَا عِنْدَ اللَّهِ فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ حَيْثُ أَرَاكَ (١) اللَّهُ فَقَالَ «بَخْ ذلِكَ مَالٌ رَابِحٌ ذلِكَ مَالٌ رَابِحٌ وَقَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الْأَقْرَبِينَ» قَالَ: أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ وَبَنِي عَمِّهِ.

زَادَ فِي رِوَايَةٍ: فَجَعَلَهَا لِحَسَّانَ وَأُبَيَ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ. ﴿كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ (٢).

• عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَقْبلَتْ يَهُودُ إِلَى النَّبِيِّ فَقَالُوا:


(١) أبو طلحة اسمه زيد بن سهل الأنصاري، وبيرحا أحسن بستان يملكه، وذلك مال رابح بالموحدة أي ربحه وأجره عظيم، وفي رواية: ذلك مال رايح بالياء من الرواح ضد العدو، أي من شأنه الذهاب والفوات فإذا ذهب في الخير كان أولى، فالنبي فرح بعمله هذا وبشره بالخير العظيم ولكنه أرشده أن يقسمه بين أقاربه فهم أولى بمعروفه فقسمه بين حسان بن ثابت وأبي بن كعب أجمعين، وتقدم الحديث في باب الوقف من كتاب البيوع.
(٢) كان النبي يقول أنا على ملة إبراهيم، فقالت اليهود كيف وأنت تأكل لحوم الإبل وألبانها؟ فقال: كانت حلالا لإبراهيم فنحن نحلها فقالت اليهود: كل شيء نحرمه اليوم كان حراما على نوح وإبراهيم حتى انتهى إلينا. فأنزل الله تعالى تكذيبا لهم وتصديقا لمحمد كل الطعام كان حلا أي حلالا لبني إسرائيل أي أولاد يعقوب إلا ما حرمه على نفسه وهو لحوم الإبل وألبانها قبل نزول التوراة.

<<  <  ج: ص:  >  >>