للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «لَا أَحَدَ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ فَلِذلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَلَا أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمِدْحَةُ مِنَ اللَّهِ فَلِذلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ» (١). رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ.

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «يُنَادِي مُنادٍ إِنَّ لَكُمْ أَنْ تَصِحُّوا فَلَا تَسْقَمُوا أَبَداً وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَحْيَوْا فَلَا تَمُوتُوا أَبَداً وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَشِبُّوا فَلَا تَهْرَمُوا أَبَداً وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَنْعَمُوا فَلَا تَبْتَئِسُوا أَبَداً» (٢) فَذلِكَ قَوْلُ اللَّهِ ﷿: ﴿وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (٣). رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ.

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَلَمَّا جَآءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا﴾ ﴿وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ﴾ ﴿فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً﴾ (٤).

• عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى النَّبِيِّ قَدْ لُطِمَ وَجْهُهُ وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِكَ مِنَ الْأَنْصَارِ لَطَمَ وَجْهِي قَالَ: «ادْعُوهُ» فَدَعَوْهُ قَالَ: «لِمَ لَطَمْتَ وَجْهَهُ؟» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي مَرَرْتُ


(١) الغيرة: الغضب على من أراد مشاركتك فيما هو خاص بك، والمدحة: المدح، وتقدم هذا في كتاب النكاح.
(٢) فالحياة والصحة والشباب والنعيم صفات ثابتات خالدات لأهل الجنة.
(٣) التحقيق أَن المنازل في الجنة على قدر الأعمال وأما الجنة فعطاء من الله كما سيأتي.
(٤) الميقات هو الميعاد المذكور قبل هذا في قوله ﴿وواعدنا موسى ثلاثين ليلة﴾ أي نكلمه بعد صيامها وهي شهر ذى القعدة ﴿وأتممناها بعشر﴾ من شهر ذى الحجة صامها موسى بتمامها ﴿فتم ميقات ربه أربعين ليلة وقال موسى لأخيه هارون: اخلفنى في قومى وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين، ولما جاء موسى لميقاتنا﴾ أي للوعد الذي وعدناه أَن نكلمه فيه بجبل الطور ﴿وكلمه ربه﴾ بلا واسطة وسمع كلامه من كل جهة ﴿قال رب أرني﴾ نفسك ﴿أنظر إليك قال لن تراني﴾ أي لا تطيق رؤيتى ﴿ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل﴾ أي كشف عن نور ذاته قدر نصف أنملة ﴿جعله دكا﴾ أي اندك في الأرض ﴿وخر موسى صعقًا﴾ أي غشى عليه من هول ما رأى ﴿فلما أفاق﴾ من غشيته ﴿قال سبحانك تبت إليك﴾ أي من سؤالي هذا ﴿وأنا أوَّل المؤمنين﴾.

<<  <  ج: ص:  >  >>