للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنْ أَنَسٍ قَالَ: فُرِضَتْ (١) عَلَى النَّبِيِّ لَيْلَةَ أُسُرِيَ بِهِ (٢) الصَّلَوَاتُ خَمْسِينَ ثُمَّ نُقِصَتْ حَتَّى جُعِلَتْ خَمْساً (٣) ثُمَّ نُودِيَ (٤) يَا مُحَمَّدُ إِنَّهُ لَا يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ (٥) وَإِنَّ لَكَ بِهذِهِ الخَمْسِ خَمْسِينَ (٦). رَوَاهُ الخَمْسَةُ إِلا أَبَا دَاوُدَ.

• عَنْ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ (٧) إِلَى رَسُولِ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ (٨) ثَائِرُ الرَّأْسِ (٩) يُسْمَعُ دَوِيُّ صَوْتِهِ وَلَا يُفْقَهُ (١٠) مَا يَقُولُ حَتَّى دَنَا (١١) فَإِذَا هُوَ يَسْأَلُ عَنِ الإِسْلَامِ (١٢) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ (١٣)» قَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: «لَا إِلا أَنْ تَطَّوَّعَ (١٤)» فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «وَصِيَامُ رَمَضَانَ» قَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ؟ قَالَ: «لَا إِلا أَن تَطَّوَعَ» وَذَكَرَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ الزَّكَاةَ قَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: «لَا إِلا أَنْ تَطَّوَّعَ» قَالَ فَأَدْبَرَ الرَّجُلُ (١٥) وَهُوَ يَقُولُ: وَاللَّهِ لَا أَزِيدُ عَلَى هذَا وَلَا أَنْقُصُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ (١٦)». رَوَاهُ الخَمْسَةُ إِلا التِّرْمِذِيَّ.


(١) أي فرضها الله.
(٢) إلى بيت المقدس، ثم إلى الرفرف الأعلى.
(٣) بطلب النبي من ربه.
(٤) أي من قبل الله تعالى.
(٥) أي لا أبدل قولى إن الصلاة المفروضة عليكم خمس.
(٦) أي أجر الخمسين التى فرضت أولًا، وهى قاعدة التضعيف في الحسنات ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾ وسيأتى حديث الإسراء مبسوطا في كتاب النبوة إن شاء الله.
(٧) هو ضمام بن ثعلبة.
(٨) هو ما ارتفع من تهامة إلى أرض العراق.
(٩) منتشر شعره.
(١٠) ببناء الفعلين للمجهول، وفى رواية: نسمع ولا نفقه، أي نسمع صوته ولا نفهم قوله.
(١١) أي قرب منا ونحن مع النبي ففهمنا قوله.
(١٢) أي أركانه وشرائعه وأعماله.
(١٣) أي أداء خمس صلوات في اليوم والليلة، وهو مع قوله هل على غيرها محل فرضية الصلاة من الحديث.
(١٤) بتشديد الطاء والواو أي تتطوع، أي لكن لو تطوعت فهو خير لك، وهو حجة على من أوجب الوتر، وعلى من قال إن صلاة العيد فرض كفاية، ولم يذكر له الشهادتين لأنهما معلومتان له، ولم يذكر له الحج لأنه لم يفرض حينذاك.
(١٥) أي ولّى وتركنا.
(١٦) أي فاز بالخير كله إن صدق في قوله وفعل ما سمعه، وفقه الحديث أن طلب على ما تجهله واجب وعلى العالم الإجابة، وأن من يؤدى الفرائض فهو ناج بشرط البعد عن كبائر الذنوب، قال الله تعالى: ﴿إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا﴾.

<<  <  ج: ص:  >  >>