للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّنَابِحِيِّ قَالَ: زَعَمَ أَبُو مُحَمَّدٍ (١) أَنَّ الوِتْرَ وَاجِبٌ، فَقَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ: كَذَبَ أَبُو مُحَمَّدٍ (٢) أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «خَمْسُ صَلَوَاتٍ افْتَرَضَهُنَّ اللَّهُ ﷿، مَنْ أَحْسَنَ وُضُوءَهُنَّ وَصَلاهُنَّ لِوَقْتِهِنَّ وَأَتَمَّ رُكُوعَهُنَّ وَخُشُوعَهُنَّ كَانَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ (٣) وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ فَلَيْسَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَهْدٌ إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ (٤).

• عَنْ أَبِي قَتَادَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «قَالَ اللَّهُ ﷿: إِنِّي افْتَرَضْتُ عَلَى أُمَّتِكَ خَمْسَ صَلَوَاتٍ وَعَهِدْتُ عِنْدِي عَهْداً أَنَّهُ مَنْ جَاءَ يُحَافِظُ عَلَيْهِنَّ لِوَقْتِهِنَّ أَدْخَلْتُهُ الجَنَّةَ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهِنَّ فَلَا عَهْدَ لَهُ عِنْدِي (٥)». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «أَرَأَيْتُمْ (٦) لَوْ أَنَّ نَهَراً بِبَابِ أَحَدِكُمْ (٧) يَغْتَسِلُ مِنْهُ (٨) كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ (٩)» قَالُوا: لَا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ قَالَ: «فَذلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ يَمْحُو اللَّهُ بِهِنَّ الخَطَايَا (١٠)» رَوَاهُ الخَمْسَةُ إِلا أَبَا دَاوُدَ.

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «يَتَعاقَبُونَ فِيكُمْ (١١) مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ (١٢) وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ (١٣) وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الفَجْرِ وَصَلَاةِ العَصْرِ ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ (١٤)


(١) هو رجل أنصارى له صحبة.
(٢) أي أخطأ، والعرب تطلق الكذب على الخطأ كثيرًا.
(٣) أي كان له عند الله وعد بالغفران.
(٤) والإمام مالك، فهو صحيح.
(٥) ففقه الحديثين أن الصلاة عهد بين الله وبين عبده، فمن حافظ عليها فقد وفى بعهده وله عند الله المنزلة العليا، ومن لم يحافظ عليها فقد نقض العهد، وأمره إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه، وإلى هنا انتهى الشق الأول من الترجمة وهو ما يدل على الفرضية، وما سيأتي في فضائلها.
(٦) أي أخبرونى.
(٧) يجرى أمامه.
(٨) أي يغتسل فيه.
(٩) الدرن بالتحريك: الوسخ.
(١٠) فالمحافظة على الصلوات الخمس مطهرة للذنوب دائمًا، كمن يغتسل كل يوم خمس مرات، فإنه يصير نظيفًا دائمًا.
(١١) أي في شأنكم وحفظكم ملائكة، أي يعقب بعضهم بعضًا في حفظكم قال تعالى: "له - أي للإنسان - معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله" أي بإذنه.
(١٢) وهم حفظة الليل.
(١٣) وهم حفظة النهار.
(١٤) أي معكم مسخرين في حفظكم حتى يصلوا إلى مكان يسألهم الله فيه، فيجيبونه بأنهم وجدوهم في عبادة وتركوهم في عبادة، وهذا رفع لشأن الإنسان في الملأ الأعلى، وإلا فالله تعالى عالم بكل شيء، وهذه مزية عظيمة من أثر الصلاة، نسأل الله التوفيق =

<<  <  ج: ص:  >  >>