للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَهْدٌ فَأَجَلُهُ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ، وَلَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلا نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ، وَلَا يَجْتَمِعُ الْمُشْرِكُونَ وَالْمُسْلِمُونَ بَعْدَ عَامِهِمْ هذَا (١).

• عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَعْتَادُ الْمَسْجِدَ (٢) فَاشْهَدُوا لَهُ بِالْإِيمَانِ». قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ﴾. رَوَاهُمَا التِّرْمِذِيُّ (٣).

• عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ وَفِي عُنُقِي صَلِيبٌ مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ: «يَا عَدِيُّ اطْرَحْ عَنْكَ هذَا الْوَثَنَ» وَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ: ﴿اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ﴾ (٤). قَالَ: «أَمَا إِنَّهُمْ لَمْ يَعْبُدُوهُمْ وَلكِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا أَحَلُّوا لَهُمْ شَيْئاً اسْتَحَلُّوهُ وَإِذَا حَرَّمُوا عَلَيْهِمْ شَيْئاً حَرَّمُوهُ (٥)». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٦).

﴿يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ﴾ ﴿هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ﴾.

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «يَكُونُ كَنْزُ أَحَدِكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعاً أَقْرَعَ (٧)».

• عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: مَرَرْتُ عَلَى أَبِي ذَرَ بِالرُّبَذَةِ فَقُلْتُ: مَا أَنْزَلَكَ بِهذِهِ الْأَرْضِ؟ قَالَ: كُنَّا بِالشَّامِ، فَقَرَأْتُ: ﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ﴾ الْآيَةَ


(١) أي لا يحج بعد هذا العام مشرك.
(٢) وفي رواية: يتعاهد المسجد، وسبق هذا في فضل المساجد.
(٣) بسندين حسنين، نسأل الله حسن الحال آمين.
(٤) تمامها ﴿والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون﴾ ومعنى الآية ﴿اتخذوا﴾ أي اليهود والنصارى ﴿أحبارهم﴾ وهم علماء اليهود ﴿ورهبانهم﴾ وهم عباد النصارى، ﴿أربابا من دون الله﴾ حيث اتبعوهم في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله ﴿و﴾ كذا اتخذوا ﴿المسيح ابن مريم﴾ ربا ﴿وما أمروا﴾ في التوراة والإنجيل ﴿إلا ليعبدوا إلها واحدة لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون﴾.
(٥) أي من غير أن يكون في شرعهم وإلا لم يكن مذموما، وتعليقهم الصليب في أعناقهم كان من افتراء الرهبان.
(٦) الكنز هو ما بلغ النصاب ولم تؤد زكاته.
(٧) فالمال الذي لم يزك يمثل لصاحبه ثعبانا عظيما يعذبه، وسبقت هذه الآية وهذا الحديث مطولا في كتاب الزكاة.

<<  <  ج: ص:  >  >>