للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ مُعَاوِيَةُ: مَا هذِهِ فِينَا، مَا هِيَ إِلا فِي أَهْلِ الْكِتَابِ، قُلْتُ: إِنَّهَا لَفِينَا وَفِيهِمْ (١).

وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : هذَا قَبْلَ الزَّكَاةِ فَلَمَّا أُنْزِلَتْ جَعَلَهَا اللَّهُ طُهْراً لِلْأَمْوَالِ (٢). رَوَى الثَّلَاثَةَ الْبُخَارِيُّ.

• عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: ﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ﴾ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ فِي سَفَرٍ فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: يَا رَسُول اللَّهِ أُنْزِلَ فِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ مَا أُنْزِلَ لَوْ عَلِمْنَا أَيُّ الْمَالِ خَيْرٌ فَنَتَّخِذَهُ فَقَالَ: «أَفْضَلُهُ لِسَانٌ ذَاكِرٌ وَقَلْبٌ شَاكِرٌ وَزَوْجَةٌ مُؤْمِنَةٌ تُعِينُهُ عَلَى إِيمَانِهِ (٣)». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ حَسَنٍ.

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ (٤)﴾.

• عَنْ أَبِي بَكْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّموَاتِ وَالْأَرْضَ. السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ


(١) فأبو ذر الغفارى كان بالشام وكان يقول إن هذه الآية فينا وفي أهل الكتاب، فقال معاوية: إن الآية في أهل الكتاب فقط نظرا للسياق قبلها. وكان معاوية أميرًا على الشام من قبل عثمان فاشتد الخلاف بينه وبين أبي ذر وكان جمهور الناس مع أبى ذر فكتب معاوية لعثمان بهذا فاستدعى أبا ذر فحضر له بالمدينة فأقبل الناس عليه كثيرا، فقال له عثمان: لو أقمت في مكان قريبا منا لكان أحسن فاختار الربذة - مكان بقرب المدينة - فأقام بها.
(٢) قال ابن عمر هذا جوابا لأعرابي سأله عن الآية، والظاهر أن المراد من الآية قول أبي ذر عملا بعمومها رضي الله عن الجميع آمين.
(٣) فلما رأوا أن المال ربما كان شرًا سألوا عن خير المال فقال: اللسان الذاكر والقلب الشاكر والزوجة الصالحة فإنهن هناء الدنيا وسعادة الآخرة.
(٤) ﴿إن عدة﴾ أي عدد ﴿الشهور﴾ المعتبرة للسنة الهلالية ﴿عند الله اثنا عشر شهرًا في كتاب الله﴾ اللوح المحفوظ ﴿يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم﴾ محرمة معظمة وهى ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب ﴿ذلك الدين القيم﴾ أي المستقيم ﴿فلا تظلموا فيهن أنفسكم﴾ أي لا تظلموها بالمعاصى فإنها فيها أعظم ذنبا، فالسنة الهلالية المعتبرة بظهور الهلال اثنا عشر شهرا وهي ثلاثمائة وخمسة وخمسون يوما، والسنة القبطية الشمسية المعتبرة بدورة الشمس في الفلك ثلاثمائة وخمسة وستون يوما وربع يوم، وبسط هذا في علم الفلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>