للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ﴾ وَسَأَزِيدُهُ عَلَى السَّبْعِينَ»، قَالَ عُمَرُ: إنَّهُ مُنَافِقٌ، قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ﴿وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ (١)﴾. رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ.

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (٢)﴾.

• عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ فَابْتَعَثَانِي (٣) فَانْتَهَيْنَا إِلَى مَدِينَةٍ مَبْنِيَّةٍ بِلَبِنِ ذَهَبٍ وَلَبِنِ فِضَّةٍ (٤) فَتَلقَّانَا رِجَالٌ، شَطْرٌ مِنْ خَلْقِهِمْ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ وَشَطْرٌ كَأَقْبَحِ مَا أَنْتَ رَاءٍ قَالَا لَهُمْ: اذْهَبُوا فَقَعُوا فِي ذلِكَ النَّهْرِ فَوَقَعُوا فِيهِ ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيْنَا قَدْ ذَهَبَ ذلِكَ السُّوءُ عَنْهُمْ فَصَارُوا فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ (٥) قَالَا لِي: هذِهِ جَنَّةُ عَدْنٍ وَهذَاكَ مَنْزِلُكَ. أَمَّا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَانُوا شَطْرٌ مِنْهُمْ حَسَنٌ وَشَطْرٌ مِنْهُمْ قَبِيحٌ فَإِنَّهُمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُمْ». رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ (٦)


(١) تمام الآية ﴿إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون﴾.
(٢) فقوم آخرون من أهل المدينة ﴿اعترفوا بذنوبهم﴾ من التخلف عن غزو تبوك ﴿خلطوا عملا صالحا﴾ وهو جهادهم قبل هذا ﴿وآخر سيئا﴾ هو التخلف ﴿عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم﴾ نزلت في قوم من الصحابة تخلفوا عن الخروج مع النبي في الغزو فلما شعروا بذنوبهم حلفوا ليربطن أنفسهم ولا يطلقونها إلا إذا أطلقها النبي فلما حضر وعلم بهذا قال: وأنا والله لا أطلقهم ولا أعذرهم حتى أومره بذلك، فنزلت الآية فعذرهم وأطلقهم.
(٣) أتانى ملكان، فابتعثاني أي من نومى.
(٤) اللبن جمع لبنة وهي القطعة التي يبني بها.
(٥) أمروهم بالانغماس في نهر الحياة فانغمسوا فيه فصاروا في أحسن صورة.
(٦) المسجد الذي أسس على التقوى هو مسجد قباء لظاهر سياق الآية أو المسجد النبوى للحديث الآتي ولا مانع من إرادتهما، فكل منهما بنى على التقوى.

<<  <  ج: ص:  >  >>