(٢) أصل الضحضاح: الماء القليل إلى نحو الكعبين، واستعير هنا للنار التى لا تغطى ظهر القدم. (٣) كان يحوطك أي يصونك ويذب عنك، والدرك الأسفل من النار: قعرها، والغمرات: جمع غمرة وهي شدة الشيء ومزدحمه، من غميه الماء غطاه. فظاهر هذه الأحاديث الثلاثة أن أبا طالب مات على دين قومه. وقال جماعة إنه ناج في الآخرة لأنه ربى النبي ﷺ وكان يحبه حبًا شديدًا أكثر من أولاده وكان يتوسم فيه قبل النبوة كل خير وبركة، فلما أرسل النبي ﷺ كان يحث الناس على اتباعه، وكان يصونه ويذب عنه قريشًا حينما تعرضوا لأذاه وكان يؤيده في كل أموره ويصدقه في كل أحواله، وكلامه على هذا أصدق شاهد كقوله: وأبيض يستسقى الغمام بوجهه … ثمال اليتامى عصمة للأرامل وكقوله: والله لن يصلوا إليك بجمعهم … حتى أوسد في التراب دفينًا فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة … وابشر بذاك وقر منك عيونًا ودعوتني وعلمت أنك صادق … ولقد صدقت وكنت ثم أمينًا ولقد علمت بأن دين محمد … من خير أديان البرية دينًا ومن الدلائل على نجاته حديثا أبي سعيد والعباس هذان اللذان يثبتان له شفاعة النبي ﷺ في الآخرة بتخفيف العذاب عنه فإن الكفار لا يشفع لهم أحد لقوله تعالى حكاية عنهم ﴿فما لنا من شافعين ولا صديق حميم﴾ فلو لم يكن ناجيًا ما دخل في شفاعته ﷺ، ومنها قوله: إذا كان يوم القيامة شفعت لأبى وأمى وعمى أبي طالب وأخ لي كان في الجاهلية أي من الرضاع، رواه الطبرى وأبو نعيم وتمام الرازى،=