الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل وضئضئ معد ﴿نسله﴾ وعنصر مضر، وجعلنا حضنة بيته وسواس حرمه، وجعل لنا بيتا محجوجا وحرما آمنا، وجعلنا الحكام على الناس ثم إن ابن أخى هذا محمد بن عبد الله لا يوزن رجل إلا رجح به شرفا ونبلا وفضلا وعقلا. وإن كان في المال قل فإن المال ظل زائل وأمل حائل، ومحمد ممن عرفتم قرابته وقد خطب خديجة بنت خويلد وبذل لها ما آجله وعاجله كذا. وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم وخطر جليل جسيم اه. فهذه الخطبة تعرب عما يكنه أبو طالب لمحمد ﷺ من الإجلال والإعظام واعتقاد أنه أفضل الأولين والآخرين. نسأل الله القادر الأعلى الرؤوف الرحيم أن يغفر لنا وله وللمسلمين آمين والحمد لله رب العالمين اهـ. بتصرف من أسنى المطالب في نجاة أبى طالب لا بن دحلان الهاشمى شيخ العلماء بالحرم المكى سابقًا ﵁ آمين. (١) البخارى روى الأول هنا والأخيرين في الفضائل، ومسلم روى الثلاثة في الإيمان. (٢) والآية التى بعدها وهى ﴿وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم﴾. (٣) الترمذى بسند حسن والحاكم بسند صحيح. (٤) تبوك: مكان بطرف الشام جهة المدينة على أربع عشرة مرحلة منها كان غزوها في السنة التاسعة من الهجرة.