للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ أُتِيَ بِالْبُرَاقِ لَيْلَةَ أُسْرِيَ به مُلْجَماً مُسْرَجاً فَاسْتَصْعَبَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: أَبِمُحَمَّدٍ تَفْعَلُ هذَا فَمَا رَكِبَكَ أَحَدٌ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْهُ، قَالَ: فَارْفَضَّ عَرَقاً (١).

• عَنْ بُرَيْدَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «لَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ جِبْرِيلُ بِأَصْبُعِهِ فَخَرَقَ الْحَجَرَ وَشَدَّ به الْبُرَاقَ (٢)». رَوَاهُمَا التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدَيْنِ حَسَنَيْنِ.

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «حِينَ أُسْرِيَ بِي لَقِيتُ مُوسى فَإِذَا رَجُلٌ مُضْطَرِبٌ رَجِلُ الرَّأْسِ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ (٣)، وَلَقِيتُ عِيسى فَإِذَا رَبْعَةٌ أَحْمَرُ كَأَنَّمَا خَرَجَ مِنْ دِيمَاسٍ (٤)»، قَالَ: «وَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَأَنَا أَشْبَهُ وَلَدِهِ بِهِ (٥)»، قَالَ: «فَأُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ فِي أَحَدِهِمَا لَبَنٌ وَفِي الْآخَرِ خَمْرٌ فَقِيلَ لِي: خُذْ أَيَّهُمَا شِئْتَ فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ فَشَرَبْتُهُ فَقِيلَ لِي: هُدِيتَ الْفِطْرَةَ (٦) أَوْ أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَخَذْتَ الْخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ». رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ (٧).

وَلِلْبُخَارِيِّ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ لَيْلَةَ أُسْرِيَ به بِإِيلِيَاءَ (٨) بِقَدَحَيْنِ مِنْ خَمْرٍ وَلَبَنٍ فَنَظَرَ إِلَيْهِمَا وَأَخَذَ اللَّبَنَ فَقَالَ جِبْرِيلُ:


(١) فاستصعب عليه أي اضطرب ولعب بذنبه وأذنيه ولم يثبت للركوب عليه؛ فقال له جبريل: أتفعل هذا بمحمد فما ركبك أحد أكرم على الله منه، فاستحيا وتصبب عرقه وسال.
(٢) قال جبريل بأصبعه أي خرق بها الحجر (صخرة بيت المقدس) وربط به البراق حتى عادا من المناجاة فركبه النبي ثانيًا إلى مكة المكرمة.
(٣) مضطرب خفيف اللحم مع طول، رجل الرأس أي شعره بين الجعودة والسبوطة. وشنوءة: قبيلة معروفة بهذا الوصف.
(٤) ربعة: وسط القامة، أحمر: أي لونه مشرب بحمرة، والديماس: الحمام.
(٥) أي أنا أشبه به من كل أولاده .
(٦) أي إلى الفطرة ولو أخذت الخمر لغوت أمتك كلها وتقدمت هذه الأحاديث في كتاب النبوة.
(٧) رواية مسلم في المعراج وفي الشراب والترمذي هنا والرواية الآتية للبخاري هنا.
(٨) إيلياء بيت المقدس، ورؤيته لهؤلاء الكرام كانت ببيت المقدس ليلة الإسراء قبل المعراج فإنه لما دخل النبي مع جبريل بيت المقدس وجده مملوءا بالأنبياء - صلى الله عليهم وسلم - فأذن جبريل وتقدم النبي فصلى بهم إمامًا إشارة إلى أنه أفضل خلق الله ثم نصب له المعراج فرقي عليه مع جبريل إلى السماء كما تقدم في الإسراء في كتاب النبوة.

<<  <  ج: ص:  >  >>