للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُواْ فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُواْ قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارِ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ * وَلَهُمْ مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (١)﴾.

كَانَ أَبُو ذَرَ يُقْسِمُ إِنَّ هذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِي حَمْزَةَ وَصَاحِبَيْهِ وَعُتْبَةَ وَصَاحِبَيْهِ يَوْمَ بَرَزُوا فِي يَوْمِ بَدْرٍ (٢).

• عَنْ عَلِيَ قَالَ: أَنَا أَوَّلُ مَنْ يَجْثُوَ بَيْنَ يَدَيِ الرَّحْمنِ لِلْخُصُومَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (٣)، قَالَ قَيْسٌ: وَفيهِمْ نَزَلَتْ: ﴿هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُواْ فِي رَبِّهِمْ﴾ قَالَ: هُمُ الَّذِينَ بَارَزُوا يَوْمَ بَدْرٍ عَلِيٌّ وَحَمْزَةُ وَعُبيْدَة، وَشَيْبَةَ بْنُ رَبِيعَةَ وَعُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ وَالْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ. رَوَاهُمَا الشَّيْخَانِ.

• عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّمَا سُمِّيَ الْبَيْتَ الْعَتِيقَ لِأَنَّهُ لَمْ يَظْهَرْ عَلَيْهِ

جَبَّارٌ (٤)».

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : لَمَّا أُخْرِجَ النَّبِيُّ مِنْ مَكَّةَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَخْرَجُوا نَبِيَّهُمْ


(١) ﴿هَذَانِ خَصْمَانِ﴾ تثنية خصم وهو يقال للواحد والجمع والمراد هنا جماعة المؤمنين وهم على وصاحباه. وجماعة الكافرين وهم شيبة وصاحباه ﴿اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ﴾ في دينه كل خصم يمدح دينه ويقدح في دين الآخر ﴿فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ﴾ يلبسونها فيها ﴿يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ﴾ الماء البالغ نهاية الحرار ﴿يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ﴾ يذاب بسببه ما في بطونهم من شحوم وغيرها ﴿وَالْجُلُودُ﴾ تشوي به ﴿وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ﴾ يضربون بها على رءوسهم نعوذ بالله من ذلك.
(٢) حمزة وصاحباه وهما على بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث بن عمه وعتبة وصاحباه هما شيبة والوليد ففى يوم بدر اصطف الجيشان فبرز عتبة وطلب واحدًا من المسلمين فخرج له حمزة ثم برز شيبة فخرج له عبيدة، ثم برز الوليد فخرج له علي فقتل المسلمون من برزوا لهم من الكفار إلا عبيدة فإنه اختلف مع شيبة بضربتين فوقعت الضربة في ركبته فمال حمزة وعلى إليه فأعانه على قتل شيبة ولكنه استشهد من أثر تلك الضربة وهم راجعون .
(٣) أنا أول من يجثو أي يجلس على ركبتيه يوم القيامة بين يدي ربي لطلب الخصومة مع هؤلاء الكفرة. وكفاهم توعدات الآية القرآنية.
(٤) فالعتيق في قوله تعالى ﴿وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ القاهر لكل جبار لأن الله أعتقه من غلبتهم له ومعناه القديم أيضًا لأنه أول بيت وضع للناس.

<<  <  ج: ص:  >  >>