للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «يَا مَرْثَدُ لَا تَنْكِحْهَا». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ (١).

• عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ هِلَالَ بْنَ أُمَيّة قَذَفَ امْرَأَتَهُ عِنْدَ النَّبِيِّ بِشَرِيكِ بْنِ سَحْمَاءَ (٢)، فَقَالَ النَّبِيُّ : «الْبَيِّنَةَ أَوْ حَدٌّ فِي ظَهْرِكَ (٣)»، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا رَأَى أَحَدُنَا عَلَى امْرَأَتِهِ رَجُلاً يَنْطَلِقُ يَلْتَمِسُ الْبَيِّنَةَ فَجَعَلَ النَّبِيُّ يَقُولُ: «الْبَيِّنَةَ وَإِلا حَدٌّ فِي ظَهْرِكَ»، فَقَالَ هِلَالٌ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنِّي لَصَادِقٌ فَلَيُنْزِلَنَّ اللَّهُ مَا يُبْرَئُ ظَهْرِي مِنَ الْحَدِّ فَنَزَلَ جِبْرِيلُ بِالْآيَةِ: ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُمْ شُهَدَآءُ إِلاَّ أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (٤)﴾ فَانْصَرَفَ النَّبِيُّ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا فَجَاءَ هِلَالٌ فَشَهِدَ وَالنَّبِيُّ : يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ أَنَّ أَحَدَكُمَا كَاذِبٌ فَهَلْ مِنْكُمَا تَائِبٌ»؟ ثُمَّ قَامَتْ فَشَهِدَتْ فَلَمَّا كَانَتْ عِنْدَ الْخَامِسَةِ وَقَّفُوهَا وَقَالُوا إِنَّهَا مُوجِبَةٌ فَتَلَكَّأَتْ وَنَكَصَتْ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهَا تَرجِعُ (٥) ثُمَّ قَالَتْ: لَا أَفْضَحُ قَوْمِي سَائِرَ الْيَوْمِ فمَضَتْ، فَقَالَ : «أَبْصرُوهَا فَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَكْحَلَ الْعَيْنَينِ سَابِغَ الْأَلْيَتَيْنِ خَدَلَّجَ السَّاقَيْنِ فَهُوَ لِشَرِيكَ بْنِ سَحْمَاءَ» فَجَاءَتْ بِهِ كَذلِكَ (٦)؟.

فَقَالَ النَّبِيُّ :


= من الطعن والتعرض للتهم والواجب التزوج بالعفيفات لحديث "تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس" وقيل هذا نسخ بقوله تعالى بعدها: ﴿وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ﴾.
(١) أي مطولا بسند حسن.
(٢) قذف زوجته وهي خولة بنت عاصم أي بالزنا بشريك بن سحماء وهذا اسم أمه.
(٣) أي أحضر البينة أو عليك حد القذف في ظهرك.
(٤) أي يقول: أشهد بالله إنني لمن الصادقين فيما رميت به زوجتي فلانة من الزنا، ثم يقول في المرة الخامسة: عليه لعنة الله إن كان من المكذبين.
(٥) قوله: فشهدت، أي أربع مرات إنه لمن الكاذبين، فلما كانت عند القولة الخامسة أوقفوها وذكروها أنها موجبة أي للعذاب الأليم فتلكأت ونكصت أي وقفت متحيرة ثم مضت في المرة الخامسة، وهي عليها غضب الله إن كان من الصادقين.
(٦) أبصروها أي خولة هذه فإن جاءت به أي الولد الذي في بطنها سابغ الأليتين أي عظيمهما خدلج الساقين غليظهما فهو لشريك صاحبها، فجاء الولد على هذا الوصف فقال : لولا ما مضى من كتاب الله بأمره باللعان لكان لي ولها شأن بإقامة الحد عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>