للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

«لَوْلَا مَا مَضَى مِنْ كِتَابِ اللَّهِ لَكَانَ لِي وَلَهَا شَأْنٌ». زَادَ فِي رِوَايَةٍ: ثُمَّ قَضَى بِالْولَدِ لِلْمَرْأَةِ وَفَرَّقَ بَيْنَ الْمُتَلَاعِنَيْنِ (١) ثُمَّ جَرَتِ السُّنَّةُ فِي الْمِيرَاثِ أَنْ يَرِثَهَا وَتَرِثَ مِنْهُ مَا فَرَضَ اللَّهُ لَهَا. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ.

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَآءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٢)﴾.

• عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ النَّبِيُّ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ أَقْرَعَ بَيْنَ أَزْوَاجِهِ (٣) فَأَيَّتَهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا مَعَهُ فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا (٤) فَخَرَجَ سَهْمِي فَخَرَجْتُ مَعَهُ بَعْدَ مَا نَزَلَ الْحِجَابُ فَأَنَا أُحْمَلُ فِي هَوْدَجِي وَأُنْزَلُ فِيهِ فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ غَزْوَتِهِ تِلكَ وَقَفَلَ (٥) وَدَنَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ آذَنَ لَيْلَةً بِالرَّحِيلِ فَقُمْتُ حِينَ آذَنُوا بِالرَّحِيلِ فَمَشَيْتُ حتَّى جَاوَزْتُ الْجَيْشَ (٦) فَلَمَّا قَضَيْتُ شَأْنِي أَقْبَلْتُ إِلَى رَحْلِي فَإِذَا عِقْدٌ لِي مِنْ جَزْعِ أَظْفَارٍ قَدِ انْقَطَعَ فَالْتَمَسْتُ عِقْدِي وَحَبَسَنِي ابْتِغَاؤُهُ (٧) فَأَقْبَلَ الرَّهْطُ الَّذِينَ كَانُوا يَرْحَلُونَ لِي فَاحْتَمَلُوا هَوْدَجِي فَرَحَلُوهُ عَلَى بَعِيرِي وَهُمْ


(١) وتقدم هذا وافيًا في اللعان من كتاب النكاح.
(٢) ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ﴾ أسوأ الكذب على عائشة بالزنا ﴿عُصْبَةٌ مِنْكُمْ﴾ جماعة من المؤمنين وهم حسان بن ثابت ومسطح وحمنة بنت جحش ورأسهم عبد الله بن أبي ﴿لَا تَحْسَبُوهُ﴾ الخطاب للنبي وأبي بكر وعائشة وصفوان ﴿شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾ يأجركم الله عليه وتظهر براءة عائشة وفضل أبيها في قرآن يتلى ما دام الليل والنهار ﴿لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ﴾ أي جزاء ما افتراه في الدنيا بحد القذف الذي أقيم عليهم ﴿وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ في الآخرة بالنار الخالدة وهو عبد الله بن أبيّ بن سلول كما قالت عائشة فإنه هلك على كفره.
(٣) يخرج أي لسفر.
(٤) هي غزوة بني المصطلق وستأتي في الجهاد.
(٥) رجع.
(٦) أي وقضيت حاجتي.
(٧) أخرني عن الرجوع بسرعة البحث عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>