للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقُلْتُ لَهَا: مَا كُنْتِ تَقُولِينَ؟ قَالَتْ: كُنْتُ أَقُولُ لَهُ إِنْ كَانَ ذَاكَ إِلَيَّ فَإِنِّي لَا أُوثِرُ عَلَيْكَ أَحَداً يَا رَسُولَ اللَّهِ (١). رَوَاهُمَا الْبُخَارِيُّ.

• عَنْ أَنَسٍ قَالَ: بُنِيَ عَلَى النَّبِيِّ بِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ بِخُبْزٍ وَلَحْمٍ فَأُرْسِلْتُ دَاعِياً عَلَى

الطَّعَامِ (٢) فَيَجِيءُ قَوْمٌ فَيأْكُلُونَ وَيَخْرُجُونَ ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ فَيَأْكُلُونَ وَيَخْرُجُونَ فَدَعَوْتُ حَتَّى مَا أَجِدُ أَحَداً أَدْعُو فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا أَجِدُ أَحَداً أَدْعُوهُ، قَالَ: «ارْفَعُوا طَعَامَكُمْ» وَبَقِيَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ يَتَحَدَّثُونَ فِي الْبَيْتِ فَخَرَجَ النَّبِيُّ فَانْطَلَقَ إِلَى حُجْرَةِ عَائِشَةَ (٣) فَقَالَ: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ»، فَقَالَتْ: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ كَيْفَ وَجَدْتَ أَهْلَكَ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فَتقَرَّى حُجَرَ نِسَائِهِ كُلِّهِنَّ يَقُولُ لَهُنَّ كَمَا يَقُولُ لِعَائِشَةَ وَيَقُلْنَ لَهُ كَمَا قَالَتْ عَائِشَةُ (٤) ثُمَّ رَجَعَ النَّبِيُّ فَإِذَا ثَلَاثَةُ رَهْطٍ فِي الْبَيْتِ يَتَحَدَّثُونَ وَكَانَ النَّبِيُّ شَدِيدَ الْحَيَاءِ (٥) فَخَرَجَ مُنْطَلِقاً نَحْوَ حُجَرَةِ عَائِشَةَ فَأُخْبِرَ أَنَّ الْقَوْمَ خَرَجُوا فَرَجَعَ حَتَّى إِذَا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي أُسْكُفَّةِ الْبَابِ دَاخِلَةً وَالْأُخْرَى خَارِجَةً أَرْخَى السِّتْرَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ وَأُنْزِلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ (٦). رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ مُطَوَّلاً إِلَى أَنْ قَالَ (٧) فَأُنْزِلَتْ هذِهِ الْآيَةُ فَقَرَأَهَا عَلَى النَّاسِ: ﴿يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَا تَدْخُلُواْ بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ (٨)


(١) قالت عائشة بعد نزول هذه الآية: ما أرى ربك إلا يسارع في هواك، ومع هذا كان النبي يستأذن الزوجة في يومها أحيانا فكانت تأذن له إلا عائشة كلهن.
(٢) أدخلت زينب على النبي ليلة زفافها فصنع وليمة من الخبز واللحم وأرسل أنسا يدعو الناس.
(٣) بيت عائشة.
(٤) فتقرى أي تتبع وذهب لبيوت الزوجات حتى يخرج الجالسون.
(٥) فلم يأمرهم بالخروج.
(٦) أسكفة الباب: عتبته، فلما عاد ثانيًا ووضع رجله داخل العتبة والأخرى خارجها أرخى الستر بينه وبين أنس ثم قرأ آية الحجاب الآتية.
(٧) وفيه أن من أكلوا في وليمة زينب هذه كانوا قدر ثلاثمائة.
(٨) إلا أن يؤذن لكم في الدخول بالدعاء إلى طعام فتدخلوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>