للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَن شَآءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ (١)﴾.

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ»، قَالُوا: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَرْبَعُونَ يَوْماً؟ قَالَ: أَبَيْتُ (٢)، قَال أَرْبَعُونَ سَنَةً؟ قَالَ أَبَيْتُ، قَالَ: أَرْبَعُونَ شَهْراً؟ قَالَ: أَبَيْتُ وَيَبْلَى كُلُّ شَيْءٍ مِنَ الْإِنْسَانِ إِلا عَجْبَ ذَنَبِهِ فِيهِ يُرَكَّبُ الْخَلْقُ (٣). رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.

• عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنهعَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «كَيْفَ أَنْعَمُ وَقَدِ الْتَقَمَ صَاحِبُ الْقَرْنِ الْقَرْنَ وَحَنَى جَبْهَتَهُ وَأَصْغَى سَمْعَهُ يَنْتَظِرُ أَنْ يُؤْمَرَ أَنْ يَنْفُخَ فَيَنْفُخَ (٤)»، قَالَ الْمُسْلِمُونَ: فَكَيْفَ نَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «قُولُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا».

وَسُئِلَ النَّبِيُّ عَنِ الصُّورِ فَقَالَ: «قَرْنٌ يُنْفَخُ فِيهِ (٥)». رَوَاهُمَا التِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ (٦).


(١) ﴿ونفخ في الصور﴾ النفخة الأولى ﴿فصعق﴾ مات ﴿من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله﴾ كجبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل والحور والولدان ﴿ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم﴾ كل الخلائق الموتى ﴿قيام ينظرون﴾ ينتظرون ما يفعل بهم. ورد في الحديث أن الخلق كلهم يموتون إلا رؤساء الملائكة الأربعة فيأمر الله بموت إسرافيل وميكائيل ثم بموت عزرائيل ثم بموت جبريل فيقول سبحانك ربي تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام، ثم يقع ساجدًا يخفق بجناحيه ويبقى وجه ربنا تعالى.
(٢) أي أمتنع عن الجواب فإني لا أدريه ولكن ورد عن ابن عباس والحسن مرفوعًا: بين النفختين أربعون سنة يميت الله تعالى بها كل حي والأخرى يحيى الله تعالى بها كل ميت.
(٣) يبلى أي يفني كل جزء من الإنسان إلا عجب ذنبه، وهو الجزء الأخير من الصلب كحبة الخردل بين الأليتين. فيه أي منه يركب الخلق أي يبتدئ بناء الجسم منه عند النشأة الأخرى.
(٤) كيف أنعم أي أتنعم بالنعمة والمسرة والفرح وقد التقم إسرافيل الصور وينتظر الأمر بالنفخ فيه أي لا ينبغي الفرح بهذه الدنيا التي على وشك الزوال.
(٥) فالصور كالبوق الذي ينفخ فيه الجندي للعسكر.
(٦) بسندين حسنين. نسأل الله حسن الحال آمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>