للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ (١) فَقَدِمَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ (٢) فَسَمِعَتِ الْأَنْصَارُ بِقُدُومِهِ فَوَافَتْ صَلَاةَ الصُّبْحِ مَعَ النَّبِيِّ (٣) فَلَمَّا صَلَّى بِهِمْ انْصَرَفَ فَتَعَرَّضُوا لَهُ فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ حِينَ رَآهُمْ وَقَالَ: «أَظُنُّكُمْ قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدْ جَاءَ بِشَيْءٍ» قَالُوا: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «فَأَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ (٤) فَوَاللَّهِ لَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ وَلكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ» (٥).

• عَنْ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ قَالَ: بَعَثَ عُمَرُ النَّاسَ فِي أَفْنَاءِ الْأَمْصَارِ (٦) يُقَاتِلُونَ الْمُشْرِكِينَ فَأَسْلَمَ الْهُرْمُزَانُ فَقَالَ: إِنِّي مُسْتَشِيرُكَ فِي مَغَازِيَّ هذِهِ (٧) قَالَ: نَعَمْ مَثلُهَا وَمَثَلُ مَنْ فِيهَا مِنَ النَّاسَ مِنْ عَدُوِّ الْمُسْلِمِينَ مَثَلُ طَائِرٍ لَهُ رَأَسٌ وَجَنَاحَانِ وَرِجْلَانِ فَإِنْ كُسِرَ أَحَدُ الْجَنَاحَيْنِ نَهَضَتِ الرِّجْلَانِ بِجَنَاحٍ وَالرَّأْسُ (٨) فَإِنْ كُسِرَ الْجَنَاحُ الْآخَرُ نَهَضَته الرِّجْلَانِ وَالرَّأْسُ وَإِنْ شُدِخَ الرَّأَسُ ذَهَبَتِ الرِّجْلَانِ وَالْجَنَاحَانِ وَالرَّأْسُ (٩) فَالرَّأْسُ كِسْرَى وَالْجَنَاحُ قَيْصَرُ وَالْجَنَاحُ الآخَرُ فَارِسُ فَمُرِ الْمُسْلِمِينَ فَلْيَنْفِرُوا إِلَى كِسْرَى (١٠) قَال فَنَدَبَنَا عُمَرُ (١١) وَأَمَّرَ عَلَيْنَا النُّعْمَانَ بْنَ مُقَرِّنٍ حَتَّى إِذَا كُنَّا


(١) صحابي مشهور.
(٢) بلد بنجد من أخصب بلاد الجزيرة وكان خراجها مائة ألف وهو أول خراج جاء النبي .
(٣) صلت معه.
(٤) فيه بشري هم ببلوغ آمالهم.
(٥) ترغبون فيها كغيركم تهلكون.
(٦) جمع فنو أي في جماعات الأمصار جمع مصر وهي المدينة العظيمة.
(٧) الهرمزان اسمه رستم كان قائدا لأحد جيوش فارس ولما رأى انتصار المسلمين على جيوشهم صالحهم ثم نقض العهد خاصره أبو موسى طويلا ثم سألهم الأمان على أن يحمل إلى عمر فأرسلوه إليه فأسلم فقربه عمر إليه واستشاره بقوله: إني أستشيرك في مغازي هذه التي أريدها نحوكم وهي فارس وأصبهان وأذربيجان؛ فضرب به المثل.
(٨) ونهضت الرأس.
(٩) فإن ضاع الرأس ضاع الكل.
(١٠) يخرجوا لقتاله أولا.
(١١) أمرهم بالخروج فخرجوا وفيهم جمع من الصحب كالزبير وحذيفة وابن عمر .

<<  <  ج: ص:  >  >>