للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِأَرْضِ الْعَدُوِّ خَرَجَ عَلَيْنَا عَامِلُ كِسْرَى فِي أَرْبَعِينَ أَلْفاً (١) فَقَامَ تُرْجُمَانُهُمْ فَقَالَ: لِيُكَلِّمْنِي رَجُلٌ مِنْكُمْ فَقَالَ الْمُغِيرَةُ: سَلْ عَمَّا شِئْتَ (٢) قَالَ: ما أَنْتُمْ؟ قَالَ: نَحْنُ أُنَاسٌ مِنَ الْعَرَبِ كُنَّا فِي شَقَاءٍ شَدِيدٍ وَبَلَاءٍ شَدِيدٍ نَمَصُّ الْجِلْدَ وَالنَّوَى مِنَ الْجُوعِ وَنَلْبَسُ الْوَبَرَ وَالشَّعَرَ وَنَعْبُدُ الشَّجرَ وَالْحَجَرَ فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ رَبُّ السَّموَاتِ وَرَبُّ الْأَ رضينَ تَعَالَى ذِكْرُهُ وَجَلَّتْ عَظَمَتُهُ إِلَيْنَا نَبِيًّا مِنْ أَنْفُسِنَا نَعْرِفُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ (٣) فَأَمَرَ نَبِيُّنَا رَسُولُ رَبِّنَا أَنْ نقَاتِلَكُمْ حَتَّى تَعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ أَوْ تُؤَدُّوا الْجِزْيَةَ (٤) وَأَخْبَرَنَا نَبِيُّنَا عَنْ رِسَالَةِ رَبِّنَا «أَنَّهُ مَنْ قتِلَ مِنَّا صَارَ إِلَى الْجَنَّةِ في نَعِيمٍ لَمْ يَرَ مِثْلَهَا قَطُّ وَمَنْ بَقِيَ مِنَّا مَلَكَ رِقَابَكُمْ». رَوَاهُمَا الْبُخَارِيُّ.

• عَنْ أَنَسٍ قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى أُكَيْدِرِ دُومَةَ فَجَاؤُوا بِهِ إِلَى النَّبِيِّ فَحَقَنَ دَمَهُ وَصَالَحَهُ عَلَى الْجِزْيَةِ (٥).

• عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: صَالَحَ النَّبِيُّ أَهْلَ نَجْرَانَ (٦) عَلَى أَلْفَيْ حُلَّةٍ نِصْفُهَا فِي صَفَرٍ وَنِصْفُهَا الْآخَرُ فِي رَجَبٍ يُؤَدُّونَهَا إِلَى الْمُسْلِمِينَ وَعَارِيَةٍ (٧) ثَلَاثِينَ دِرْعاً وَثَلَاثِينَ فَرَساً وَثَلَاثِينَ بَعِيراً وَثَلَاثِينَ مِنْ كُلِّ صِنْفٍ مِنْ أَصْنَافِ السَّلَاحِ يَغْزُو بِهَا الْمُسْلِمُونَ وَهُمْ ضَامِنُونَ لَهَا حَتَّى يَرُدُّوهَا لَهُمْ إِنْ كَانَ بِالْيَمَنِ كَيْدٌ ذَاتُ غَدْرٍ (٨) عَلَى أَلْا تُهْدَمَ لَهُمْ بِيعَةٌ وَلَا


(١) أرض العدو هي نهاوند قابلهم فيها عامل كسرى وهو بندار أو ذو الجناحين بأربعين ألف مقاتل وأمداد وراءه نحو مائة ألف وعشرة آلاف.
(٢) المغيرة بن شعبة الصحابي المشهور.
(٣) زاد في رواية: أوسطها حسبا وأصدقنا حديثا.
(٤) هنا الشاهد فإن هؤلاء مجوس.
(٥) دومة: بلد أو قلعة بالشام بقرب تبوك وأكيدر دومة ملكها، واسمه عبد الملك الكندي كان نصرانيا فلما جيء به أسيرا صالحه النبي على الجزية وبقي في ملكه.
(٦) وكانوا نصاري.
(٧) عطف على ألفي حلة، وعارية بيانها ما بعدها على الإضافة أو البدلية.
(٨) حرب وغدر.

<<  <  ج: ص:  >  >>