للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَنْ يُعْطَاهَا فَقَالَ: «أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ» فَقَالُوا: هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ قَالَ: فَأَرْسِلُوا إِلَيْهِ فَأُتِيَ بِهِ (١) فَبَصَقَ رَسُولُ اللَّهِ فِي عَيْنَيْهِ وَدَعَا لَهُ فَبَرَأَ حَتَّى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ (٢) فَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُقَاتِلُهُمْ حتَّى يَكُونُوا مِثْلَنا فَقَالَ: «انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ (٣) ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ فِيهِ فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِي اللَّهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِداً خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ». رَوَاهُ الشَّيْخَانِ. وَفِي رِوَايَةٍ: لَمَّا قَدِمُوا خَيْبَرَ خَرَجَ مَلِكُهُمْ مَرْحَبُ يَخْطِرُ بِسَيْفِهِ (٤) وَيَقُولُ:

قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ … شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ (٥)

إِذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ (٦)

فَقَالَ عَلِيٌّ:

أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَهْ (٧) … كَلَيْثٍ غَابَاتٍ كَرِيهِ الْمَنْظَرَهْ (٨)

أُوفِيهِمُ بِالصَّاعِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ (٩)

ثُمَّ ضَرَبَ رَأَسَ مَرْحَبٍ فَقَتَلَهُ ثُمَّ كَانَ الْفَتْحُ عَلَى يَدَيْهِ (١٠) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.


(١) وفي رواية: فأرسلني إليه فجئت به أقوده أرمد.
(٢) قال علي: فوضع رأسي في حجره ثم بزق في ألية راحته فدلك بها عيني فما رمدت ولا صدعت أي ما مرضت بأحدهما. وفي رواية: قال: اللهم أذهب عنه الحر والقر فما اشتكيتهما إلى يومي هذا.
(٣) امض على حالك حتى تنزل بساحتهم.
(٤) يرفعه مرة ويضعه أخرى.
(٥) شاكي السلاح: حديده وقويه، والبطل: الشجاع، والمجرب: الذي لاقى الحروب فظهرت شجاعته.
(٦) أي تتلهب وتشتعل.
(٧) الحيدرة والحيدر: الأسد وكانت أمه فاطمة بنت أسد لما ولدته كان أبوه غائبا فسمته أسدا كاسم أبيها فلما حضر أبوه سماه عليا .
(٨) غابات جمع غابة وهي الشجر الملتف، وتطلق على عرين الأسد أي مأواه؛ وكريه المنظرة صفة لليث أي فيه بشاعة يخيف الناظر إليه.
(٩) السندرة: كيل واسع، والمراد أقتل الأعداء قتلا ذريعا.
(١٠) ورد أن النبي أرسل أبا بكر باللواء فرجع ولم يفتح حصنهم لمناعته وقوته =

<<  <  ج: ص:  >  >>