للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ أَبِي طَلْحَةَ يَوْمَ خَيْبَرَ وَقَدَمِي تَمَسُّ قَدَمَ النَّبِيِّ قَالَ: فَأَتَيْنَاهُمْ حِينَ بزَغَتِ الشَّمْسُ (١) وَقَدْ أَخْرَجُوا مَوَاشِيَهُمْ وَخَرَجُوا بِفُؤُوسِهِمْ وَمَكَاتِلِهِمْ وَمُرُورِهِمْ فَقَالُوا: مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ (٢) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «اللَّهُ أَكْبَرُ خَرِبَتْ خَيْبَرَ إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ» قَالَ: «فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى» وَفِي رِوَايَةٍ قَالَ: «وَأَصَبْنَاهَا عَنْوَةً (٣)». رَوَاهُ الْأَرْبَعَةُ.

• وَعَنْهُ قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ الصُّبْحَ قَرِيباً مِنْ خَيْبَرَ بِغَلَسٍ ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ خَرِبَتْ خَيْبَرُ (٤) إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ» فَخَرَجُوا يَسْعَوْنَ فِي السِّكَكِ فَقَتَلَ النَّبِيُّ الْمُقَاتِلَةَ وَسَبَى الذُّرِّيَّةَ (٥) وَكَانَ فِي السَّبْيِ صَفِيَّةُ، فَصَارَتْ إِلَى دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ، ثُمَّ صَارَتْ إِلَى النَّبِيِّ فَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا (٦).

قَالَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ : رَأَيْتُ أَثَرَ ضَرْبَةٍ فِي سَاقِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُسْلِمٍ مَا هذِهِ الضَّرْبَةُ؟ فَقَالَ: هذِهِ ضَرْبَةٌ أَصَابَتْنِي يَوْمَ خَيْبَرَ


= وكان يسمى القموص فلما كان الغد أرسل عمر فذهب فرجع ولم يفتح الحصن وقتل محمود بن مسلمة فقال : لأدفعن لوائي غدا إلى رجل يفتح الله عليه، فأرسل إلى عليّ وبصق في عينيه ودعا له ففتح الله عليه، وكان أول الفتح قتله لمرحب ملكهم.
(١) طلعت.
(٢) المرور جمع مر وهو المجرف من الحديد فكانوا خارجين لأعمالهم ولم يعلموا بجيش المسلمين ولذا قالوا: هذا محمد والجيش.
(٣) أخذناها قهرا لا صلحا؛ وقيل فتح بعضها عنوة وبعضها صلحا.
(٤) قالها بوحي وإلهام.
(٥) قاتلهم النبي حتى ألجأهم إلى قصرهم فصالحوه على أن له الصفراء والبيضاء (الذهب والفضة) ولهم ما حملت ركابهم وعلى ألا يكتموا شيئا وإلا فلا ذمة ولا عهد لهم بل هم هدر فكتموا مسكا لحيي بن أخطب فيه فقال : أين مسك حي بن أخطب؟ فقالوا: أذهبته الحروب والنفقات، ثم وجدوا المسك فأمر النبي بقتل المقاتلة وسبى النساء والذرية، وهذا لا ينافي أن النبي صالح نفرًا منها على أن يتولوا أمر النخيل وزرع الأرض ولهم نصف ما يخرج منها، وأمر عليهم سواد بن غزية من بني النجار، وسبق هذا في الزرع في كتاب البيوع.
(٦) قيل جاءت في سهم دحية الكلبي صفية بنت حيي بن أخطب سيدة خيبر وبني قريظة والنضير وكانت عروسا فقتل زوجها، فجاء بها دحية وقال: يا رسول الله هذه صفية سيدة قومها ولا تصلح إلا لك، فقدمها للنبي وأخذ غيرها فأعتقها النبي وتزوجها وجعل عتقها صداقها.

<<  <  ج: ص:  >  >>