للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى (١)»، رَوَاهُ الشَّيْخَانِ، وَلِمُسْلِمٍ: «الْمُؤْمِنُونَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ إِنِ اشْتَكَى عَيْنُهُ اشْتَكَى كُلُّهُ وَإِنِ اشْتَكَى رَأْسُهُ اشْتَكَى كُلُّهُ».

• عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ

كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ (٢)»، رَوَاهُ الشَّيْخانِ وَالتِّرْمِذِيُّ.

وَكَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ فِي سَفَرٍ فَأَخَذَ بَعْضُهُمْ مِنْ أَخِيهِ حَبْلاً وَهُوَ نَائمٌ فَاسْتيْقظَ فَفَزِعَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِماً (٣)»، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الْمُزَاحِ (٤).

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ فَوَجَدَ بِئْرًا فَنَزَلَ فِيهاَ فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ (٥) يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ (٦)» فَقَالَ الرَّجُلُ: لَقَدْ بَلَغَ هذَا الْكَلْبَ مِنَ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي كَانَ بَلَغَ بي فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَمَلَأَ خُفَّهُ ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ فَسَقَى الْكَلْبَ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفرَ لَهُ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائمِ أَجْرًا؟ فَقَالَ: «نَعَمْ فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ (٧)»، رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.

• عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ فِي سَفَرٍ فَانْطَلَقْتُ لِحَاجَتِي


(١) التواد والتراحم والتعاطف ألفاظ قريبة المعنى وهو أن يرحم بعضهم بعضا ويعطف بعضهم على بعض ويتوادون بما يجلب الألفة والمحبة كالتزاور والتهادي، فهذه أوصاف كاملي الإيمان وهم كجسد واحد إن مرض منه عضو تألم له سائر الأعضاء.
(٢) فكما أن البناء لا يقوم إلا بتماسك أجزائه كذلك المؤمنون لا يظهر أمرهم ولا يقوى شأنهم إلا بتعاونهم واتفاقهم، ففيه وما قبله الحث على التعاون والتحابب فهما أصل النجاح ورأس السعادة الدنيا والأخرى.
(٣) أي يخوفه ولو مازحا لأنه إيذاء حرام.
(٤) بسند صالح.
(٥) يخرج لسانه من شدة العطش.
(٦) الثرى كالهومى: التراب، الندى.
(٧) ذات الكبد الرطبة هو الحيوان الحي، فكل إحسان ورحمة بخلق الله تعالى ولو كان حيوانًا أعجم يؤجر الشخص عليه من الله تعالى، وسبق هذا في الهبات في كتاب البيوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>