(٢) ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ﴾ من بني إسرائيل ﴿أَئِمَّةً يَهْدُونَ﴾ الناس ﴿بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا﴾ على دنيهم وعلى البلاء من عدوهم ﴿وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾ والصبر ثلاثة أقسام: صبر على البلايا وحرارتها، وصبر على الفرائض ومشاقها، وصبر على الشهوات ولذاتها، والأخيران أفضل وأكمل لأنهما جهاد دائم، بخلاف الأول فإنه يعرض ويزول، وعلى كل فالصبر أفضل خلق وأجمله، وقال عليّ ﵁: الصبر مطية لا تكبو وسيف لا ينبو، وقال عمر ﵁ لرجل: إن صبرت مضى أمر الله وكنت مأجورا. وإن جزعت مضى أمر الله وكنت مأزورا، قال القائل: لا تيأسن وإن طالت مطالبة … إذا استعفت بصبر أن ترى فرجا أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته … ومدمن القرع للأبواب أن يلجا (٣) إنهم أي المشركين يجعلون لله ندا أي مثلا يعبدونه وهو الأصنام، وبعضهم يقول اتخذ الرحمن ولدا والله تعالى منزه عن الشريك والولد ومع هذا يرزقهم ويعافيهم كرما وحلما منه جل شأنه، فلنا بربنا تعالى القدوة العليا كما في الحديث: تخلقوا بأخلاق الله تعالى. (٤) اسمه معتب بن قشير المنافق. (٥) أي وله ﷺ به قدوة بل أولى لعظم درجاته وبقدرها يكون البلاء، وما أوذي به موسى هو المذكور في قوله تعالى ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا﴾ وما قالوه في موسى تعييبا له هو ما سبق في آخر سورة الأحزاب من قولهم: إنه قدر، أو قول قارون للمومسة: =