للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالتِّرْمِذِيُّ.

• عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ: «مَا أُعْطِي أَحَدٌ عَطاَءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ (١)»، رَوَاهُ الخَمْسَةُ.

وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «الْمُسْلِمُ إِذَا كَانَ مُخاَلِطًا النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ خَيْرٌ مِنَ الْمُسْلِمِ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ (٢)»، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلا عِزّاً وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ إِلا رَفَعَهُ اللَّهُ (٣)»، رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ.

• وَعَنْهُ أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَسُبُّ أَباَ بَكْرٍ بِحَضْرَةِ النَّبِيِّ وَأَصْحَابِهِ فَصَمَتَ عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ آذَاهُ الثَّانِيَةَ فَصَمَتَ عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ آذَاهُ الثَّالِثَةَ فَانْتَصَرَ مِنْهُ أَبُو بَكْرٍ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَوَجَدْتَ عَلَيَّ ياَ رَسُولَ اللَّهِ (٤)؟ فَقاَلَ: «نَزَلَ مَلَكٌ مِنَ السَّماَءِ يُكَذِّبُهُ بِماَ قَالَ لَكَ فَلَمَّا انْتَصَرْتَ وَقَعَ الشَّيْطَانُ (٥) فَلَمْ أَكُنْ لِأَجْلِسَ إِذْ وَقَعَ الشَّيْطَانُ (٦)»، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ (٧)، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.


= قولي إن موسى راودني عن نفسي فكان هذا سببًا لخسف قارون، أو اتهامهم موسى بقتل هارون فأحياه الله فأخبرهم ببراءة موسى .
(١) فالصبر خير عطاء وأحسنه في الدنيا والأخرى وسبق هذا طويلا في التعفف في الزكاة.
(٢) فالمخالط للناس الصابر على أذاهم القائم بأمر دينه خير من المعتزل لأنه في جهاد وله درجة عظيمة على صبره وربما جرى على يديه خير لهم، وهذا إذا أمكنه مع حفظ دينه وإلا فالعزلة أفضل، وقد اعتزل الإمام مالك في آخر حياته حتى ما كان يخرج للجماعة فسئل عن ذلك فقال: ليس كل ما يعلم يقال، وحشرنا في زمرته آمين.
(٣) وفي رواية: العفو لا تزيد العبد إلا عزا فاعفوا يعزكم الله، والتواضع لا يزيد العبد إلا رفعة فتواضعوا يرفعكم الله، والصدقة لا تزيد المال إلا كثرة فتصدقوا يغنكم الله ﷿.
(٤) أي هل غضبت عليّ يا رسول الله لما رددت عليه.
(٥) أي صعد الملك وحضر شيطان.
(٦) حاصله أنه كان بين أبي بكر ورجل آخر نزاع فسب هذا الرجل أبا بكر فسكت ثم سبه ثانية فسكت ثم سبه الثالثة فرد عليه أبو بكر وانتصر لنفسه فقام النبي ، فقال أبو بكر: غضبت يا رسول الله من ردى عليه في المرة الثالثة، فقال: كان هنا ملك يرد عنك ويكذبه فلما رددت ذهب الملك وحضر الشيطان وما كان ينبغي لنبي أن يجلس في مجلس فيه شيطان، ففيه أن من ترك الانتصار لله تكفل الله بأمره ورد عنه وحفظه وأجزل له العطاء.
(٧) بسند صحيح، نسأل الله صحة القول والفعل آمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>