(٢) قبل هذه الآية ﴿ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين﴾ أي لا أحد أحسن منه، فمن يجتنب المنكرات ويعمل الصالحات ويدعو الناس إلى معرفة الله وعبادته فذاك له رفيع الدرجات لأنه صار خليفة الأنبياء ﴿ولا تستوى الحسنة ولا السيئة﴾ أي لا تتساوي بل الحسنة فضيلة رفيعة، والسيئة نقيصة ذميمة "ادفع بالتي هي أحسن" ادفع السيئة بالخلة الحسنى كالغضب بالصبر، والجهل بالحلم، والإساءة بالعفو ﴿فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم﴾ فيصير عدوك بهذا كالقريب الصديق في محبته لك ﴿وما يلقاها﴾ لا يعطى هذه الخصال ﴿إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم﴾ أي مكان عظيم عند الله تعالى نسأل الله حسن الأخلاق آمين. (٣) بسند صحيح. (٤) فالمؤمن يدرك بحسن خلقه درجة الصائم أي دائم الصيام، والقائم أي قائم الليل في طاعة الله تعالى، وذلك لأن الصائم القائم يجاهد نفسه فقط، وصاحب الخلق الحسن يجاهد نفوسا كثيرة مختلفة الطبائع والألوان والمشارب والأفهام والعقول والإدراك. (٥) بأسانيد صحيحة. (٦) فهما أعظم الأسباب في دخول الجنة واكتساب رفيع المنازل فيها. (٧) الفم أي ما يدخل فيه ويخرج منه الطعوم الحرام والقول الحرام، والفرج أي الزنا به، وفي الحديث: إن حسن الخلق ليذيب الخطيئة كما تذيب الشمس الجليد أي الماء الذي تجمد من شدة البرد.