للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «لَا حَلِيمَ إِلا ذُو عَثْرَةٍ (١) وَلَا حَكِيمَ إِلا ذُو تَجْرِبَةٍ (٢)»، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَأَحْمَدُ وَالْحَاكِمُ (٣).

• عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِياَمَةِ (٤) أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِياَمَةِ الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ (٥) وَالْمُتَفَيْهِقُونَ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَلِمْناَ الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ فَماَ الْمُتَفيْهِقُونَ؟ قَالَ: «الْمُتَكَبِّرُونَ (٦)»، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ (٧).

• عَنْ عَلِيّ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا يُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهاَ وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا» فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: لِمَنْ هِيَ ياَ رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ (٨) وَأَطْعَمَ الطَّعاَمَ وَأَدَامَ الصِّياَمَ وَصَلَّى لِلَّهِ بِالَّليْلِ وَالنَّاسُ نِياَمٌ (٩)»، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَأَحْمَدُ وَابْنُ حِبَّانَ (١٠).

• عَنْ زَارِعٍ الْقَيْسِيِّ (١١) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لِلْمُنْذِرِ الْأَشَجِّ: «إِنَّ فِيكَ خَلَّتَيْنِ يُحبُّهُماَ اللَّهُ: الْحِلْمُ وَالْأَنَاةُ» (١٢)


(١) فلا حليم كامل إلا من وقع في خطأ وزلل فخجل وأحب وتمنى أن من رآه يستره ويعفو عنه، فإذا رأى من فرط منه شيء بعد هذا بادر إلى ستره والعفو عنه.
(٢) الحكيم هنا هو العالم المتيقظ المنتبه، وقيل المتقن للعلم الحافظ له، فلا حكيم كامل إلا من جرب الأمور نفسها وضرها وفاسدها وصالحها، فيرى الصواب فيما يأتي مما جر به فيما مضى ويكون أهلا للشورى ونصح الناس، والحلم والحكمة أظهر مكارم الأخلاق وأجملها فلذا وضع هذا الحديث هنا.
(٣) بأسانيد صحيحة.
(٤) في الموقف وعند الميزان والحوض وفي الجنة.
(٥) الثرثارون جمع ثرثار. وهو كثير الكلام، والمتشدقون جمع متشدق: وهو من يتطاول بلسانه على الناس.
(٦) المتكبرون نوع واللذان قبله نوع آخر.
(٧) بسند حسن.
(٨) أي ألانه للناس.
(٩) أي تهجد لله ليلا، أو حافظ هي العشاءين والفجر.
(١٠) بسند صحيح.
(١١) زارع هذا كان في وفد عبد القيس.
(١٢) فلما جاء وفد عبد القيس للنبي نزلوا عن رواحلهم مسرعين وقصدوا النبي فصاروا يقبلون يده ورجله، ولكن المنذر بن الحارث المشهور بأشج عبد القيس وكان رئيس هذا الوفد لما نزل عن راحلته فتح عيبة له وأخرج منها ملابس بيضاء فلبسها ثم ذهب للنبي خاشعًا متواضعًا بتأن ووقار فسلم على النبي فقال له رسول الله : إن فيك خصلتين يحبهما الله، وهما الحلم والأناة، وها هنا بمعنى التأني وعدم العجلة كما ظهر من المنذر وإلا فالحلم إمساك النفس عند الغضب والصفح، والأناة. التأني.

<<  <  ج: ص:  >  >>