للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْبَرُّ التَّوَّابُ الْمُنْتَقِمُ الْعفُوُّ الرَّؤوفُ (١) مَالِكُ الْمُلِك ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (٢) الْمُقْسِطُ الْجِامِعُ الْغَنِيُّ الْمُغْنِي الْماَنِعُ الضَّارُّ النَّافِعُ (٣) النُّورُ الْهاَدِي الْبَدِيعُ الْباَقِي الْوَارِثُ الرَّشِيدُ الصَّبُورُ (٤)»، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ (٥).


(١) - البر - المحسن العظيم - التواب - الذي وفق المذنبين للتوبة وقبلها منهم - المنتقم - المعاقب للظلمة والعصاة الشاردين - العفو - الذي يمحو السيئات عمن تاب إليه فهو أبلغ من الغفور لأن الغفر الستر الرءوف - شديد الرأفة والرحمة فهو أبلغ من الرحمن الرحيم، قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾.
(٢) - مالك الملك - الذي يجري الأمور فيه كما يشاء لا مرد لقضائه ولا معقب لحكمه - ذو الجلال والإكرام - الذي لا شرف ولا كمال إلا له وحده ولا كرامة ولا مكرمة إلا وهي منه تعالى.
(٣) - المقسط - العادل الذي ينصف المظلومين ويكسر شوكة الظالمين - الجامع - المؤلف بين شتات حقائق مختلفة وجامع الناس ليوم القصاص ﴿رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ﴾ فهذه التسعة من صفات الأفعال - الغني - المستغني بذاته وأسمائه وصفاته عن كل ما عداه المفتقر إليه كل ما سواه فهو من صفات التنزيه - المغني - الذي يغني بفضله من شاء من عباده. - المانع - الذي يدفع أسباب الهلاك والنقصان عن أبدان وأموال وأديان - الضار النافع - وصفان بتمام القدرة فلا ضر ولا نفع ولا شر ولا خير إلا وهو بإرادته، قال تعالى ﴿قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾، ولكن الأدب أن ينسب الشر للعبد والخير لله، قال تعالى ﴿مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ﴾.
(٤) - النور - الظاهر بنفسه المظهر لغيره - الهادى - الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى وأحب من شاء فهداه للخير - البديع - المبدع الذي يأتي بما لم يسبق إليه، أو الذي لا نظير له بوجه من الوجوه فهذه الأسماء السبعة من صفات الأفعال إلا البديع بالمعنى الثاني من صفات التنزيه - الباقي - الدائم الوجود فلا يناله فناء - الوارث - الباقي بعد فناء الموجودات فتبقي بيده الأملاك بعد فناء الملاك كما كانت قبل خلقهم - الرشيد - المرشد لعباده أو الذي تجرى تدابيره لغايتها على سنن السداد بلا استشارة ولا إرشاد - الصبور - الذي لا يعاجل بالقصاص من عصاه، أو الذي لا يسرع بشيء قبل أوانه، وهذا أعم من سابقه، ولهذه الأسماء الرفيعة معان وأسرار لا يعلمها إلا الله تعالى ومن ارتضاهم من عباده. ولها مؤلفات خاصة بها، نسأل الله من فضله الرضا آمين.
(٥) بسند غريب للترمذي، ولغيره بسند صحيح، نسأل الله صحة القول والفعل آمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>