للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخَذَتهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنهاَ وَأَرْضَعَتْهُ (١)، فَقَالَ لَناَ رَسُولُ اللَّهِ : «أَتَرَوْنَ هذِهِ الْمَرْأَةَ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ»؟ قُلْناَ: لَا وَاللَّهِ (٢) وَهِيَ تَقْدِرُ أَنْ لَا تَطْرَحَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هذِهِ بِوَلَدِهَا (٣)»، رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.

• عَنْ أَبِي ذَرَ الْغِفَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ «يَقُولُ اللَّهُ ﷿ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَأَزِيدُ (٤) وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَجَزَاؤُهُ سَيِّئَةٌ مِثْلُهاَ أَوْ أَغْفِرُ (٥) وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ مُنْهُ ذِرَاعًا وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ باَعاً وَمَنْ أَتاَنِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً (٦) وَمَنْ لَقِيَنِي بِقْرَابِ الْأَرْضِ خَطِيئَةً لَا يُشْرِك بِي شَيْئًا لَقِيتُهُ بِمِثْلِهَا مَغْفِرَةً (٧)»، رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ وَلَفْظُهُ: «قَالَ اللَّهُ تَعَالَى يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُباَلِي (٨)، ياَ ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُباَلِي، ياَ ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أتَيْتَنِي بِقْرَابِ الْأَرْضِ خَطاَياَ ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهاَ مَغْفِرَةً (٩)»، نَسْأَلُ اللَّهَ وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ آمِين وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

عدد أحاديث كتاب الأذكار والأدعية والاستغفار ثلاثة عشر ومائتان ٢١٣ فقط.


(١) لأن ولدها كان ضائعا منها.
(٢) بل المرأة تشفق على ولدها من النسيم إذا هب عليه.
(٣) فلا أحد من خلق الله أشفق على الإنسان من أمه لأنه فلذة كبدها وقلبها والله تعالى أشفق على عباده من الأم على ولدها لأنها تحفظه من المضار الحاضرة فقط والله تعالى يحفظه من المضار الحاضرة والآجلة بل ويرشده إلى سعادته في الدنيا والأخرى فما أرفعنا وما أسعدنا إذا كنا له عبيدا موحدين له بكل جوارحنا ما دامت فينا حياة.
(٤) وأضاعف لمن أشاء بسبب إتقانه وإخلاصه في أعماله وعبادة الله تعالى.
(٥) لمن شئنا المغفرة له.
(٦) سبق هذا في أول كتاب الأذكار.
(٧) قراب الأرض بكسر وضم: ما يقرب من ملئها.
(٨) ما كان فيك من الذنوب والعيوب.
(٩) قال الله تعالى ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى﴾ جل شأن ربنا وعلا وتنزه عن مشابهة الورى وله الحمد في الأولى والأخرى ما دام ملكه خالدا مخلدا أبدا آمين والحمد لله رب العالمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>