للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَلَا تَنْتَظِرِ الصَّباَحَ (١) وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تَنْتَظِرِ وَخذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ وَمِنْ حَياَتِكَ لِمَوْتِكَ (٢).

• عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «نِعْمَتاَنِ مَغْبُونٌ فِيهِماَ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ (٣)»، رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ.

وَقَدِمَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِمَالٍ مِنَ الْبحْرَيْنِ وَانْتَظَرَ بَعْضُ الصَّحَابَةِ (٤) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ لَهُمْ: «وَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكمْ وَلكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْياَ عَلَيْكُمْ كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَتَنَافَسُوهَا كَماَ تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكمْ كَماَ أَهْلَكَتْهُمْ (٥)»، رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ. وَلِمُسْلِمٍ «إِنَّ الدّنْياَ حُلْوَةٌ خَضُرَةٌ (٦) وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهاَ فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلونَ فَاتَّقُوا الدُّنْياَ وَاتَّقُوا النِّسَاءَ (٧) فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاء».

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «الدُّنْياَ سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكاَفِرِ (٨)».

• عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ: كنْتُ مَعَ الرَّكْبِ الَّذِينَ وَقَفُوا مَعَ النَّبِيِّ عَلَى السَّخْلَةِ الْمَيْتَةِ (٩) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «أَتَرَوْنَ هذِهِ هَانَتْ علَى أَهْلِهاَ حِينَ أَلْقَوْهَا»، قَالُوا: مِنْ هَواَنِهاَ أَلْقَوْهَا ياَ رَسُولَ اللَّهِ (١٠) قَالَ: «فاَلدُّنْياَ أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هذِهِ عَلَى أَهْلِهاَ»، رَوَاهُماَ مُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ.


(١) فربما كان الموت أقرب منه.
(٢) فاغتم صالح العمل في الصحة قبل المرض وفي الحياة قبل الموت.
(٣) الغبن كالنقص وزنا ومعنى وبالتحريك ضعف الرأي، فصحة البدن والفراغ من الأشغال نعمتان عظيمتان إذا لم يستعملهما صاحبهما في طاعة الله فقد غبن نفسه ولا رأي له وخسر خسرانا مبينا.
(٤) سببه أن النبي ، أرسل أبا عبيدة إلى البحرين ليأتي بجزيتها فذهب وجاء بها فعلت الأنصار بقدومه فلما صلى النبي الصبح اجتمعت حوله الأنصار فنظر لهم وذكر الحديث.
(٥) فالنبي لا يخاف على أمته من الفقر فإنه لا يضرها ولكنه يخاف من الدنيا فإنها تهلك أهلها قال تعالى: ﴿كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى﴾.
(٦) كالفاكهة الشهية.
(٧) احذروها.
(٨) فالدنيا كالسجن للمؤمن لمنعه نفسه مما تشتهيه من المحرمات بخلاف الكافر، وأيضا الدنيا للمؤمن كالسجن بالنسبة لما أعده الله له في الجنة من النعيم الواسع الخالد، والدنيا كالجنة للكافر بالنسبة لما له في الآخرة من العذاب الأليم الخالد.
(٩) الشاة الميتة.
(١٠) من حقارتها وقذارتها ألقوها يا رسول الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>