للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «لَوْ كَانَتِ الدُّنْياَ تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهاَ شَرْبَةَ مَاءٍ (١)».

• عَنْ مُسْتَوْرِدٍ أَخِي بَنِي فِهْرٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَا الدُّنْياَ فِي الْاخِرَةِ إِلا مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكمْ إِصْبَعَهُ فِي الْيَمِّ فَلْيَنْظُرْ بِماَذَا يَرْجِعُ (٢)».

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «أَلَا إِنَّ الدُّنْياَ مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلا ذِكْرُ اللَّهِ وَمَا وَالَاهُ، وَعَالِمٌ أَوْ مُتَعَلِّمٌ (٣)».

• عَنْ أَبِي ذَرَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «الزَّهَادَةُ فِي الدُّنْياَ لَيْسَتْ بِتَحْرِيمِ الْحَلَالِ وَلَا إِضَاعَةِ الْماَلِ وَلكِنِ الزَّهَادَةُ فِي الدُّنْياَ أَلا تَكُونَ بِماَ فِي يَدَيْكَ أَوْثَقَ مِمَّا فِي يَدَي اللَّهِ وَأَنْ تَكُونَ فِي ثَوَابِ الْمُصِيبَةِ إِذَا أَنْتَ أُصِبْتَ بِهاَ أَرْغَبَ فِيهَا لَوْ أَنَّهَا أُبْقِيتْ لَكَ (٤)».

• عَنْ كَعْبِ بْنِ عِيَاضٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً وَفِتْنَةُ أُمَّتِي الْماَلُ (٥)».


(١) فلو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح أصغر ذبابة ما سقى الكافر منها شربة ماء، فتمنعه منها بالكثير دليل على أنها لا تساوي شيئا. نسأل الله السلامة منها آمين.
(٢) فالدنيا بجنب الآخرة كما يحمله الإصبع من البحر.
(٣) هكذا لفظ الرواية برفع اللفظين ولكن رواه ابن ماجه والطبراني بنصبهما وهو مشهور اللغة العربية، والمعنى الدنيا وما فيها ملعون أي متروكة مبعدة عن الله وعباده إلا ذكر الله أي عبادته وما والاه كخيل للجهاد ونعم لقرى الضيف ولا أهل العلم الشرعي المقرون بالعمل والإخلاص فهو محبوب لله.
(٤) فليس الزهيد تحريم الحلال من مطعوم وملبوس ونحوهما، ولا إضاعة المال كرميه في بحر أو تركه حتى يتلف، ولكن حقيقة الزهد أن تكون واثقًا بما عند الله أكثر مما في جيبك لأنه معرض للضياع وما عند الله لك في قرار مكين، وأن تكون في المصيبة إذا نزلت بك أو بعشيرتك أرغب فيها من عدم نزولها لأنه تمام الرضا بحكم الله تعالى، وهذا أعلى مراتب الزهد فلا ينافي ما سبق في أول الكتاب، وسمي زهدا لأنه رغبة عما في يده ووثوق بالله وحكمه، وإلى هنا انتهى التحذير من الدنيا وذمها، وما يأتي في ذم المال والتحذير منه.
(٥) فهو الفتنة العظمى لأنه سبيل للمفاسد كلها ولا سيما مع الشباب، قال القائل:
إن الشباب والفراغ والجده … مفسدة للمرء أي مفسده

<<  <  ج: ص:  >  >>