للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «قَلْبُ الشَّيْخِ شَابٌّ عَلَى حُبِّ اثْنَتَيْنِ طُولِ الْحَيَاةِ وَكَثْرَةِ الْماَلِ (١)»، رَوَاهُ الشَّيْخَان وَالتِّرْمِذِيُّ.

• عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ انْتَهَى إِلَى النَّبِيِّ وَهُوَ يَقُولُ: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَّاثُرُ﴾. قَالَ «يَقُولُ ابْنُ آدَمَ مَالِي مَالِي وَهَلْ لَكَ منْ مَالِكَ إِلا مَا تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ (٢) أَوْ أَكَلتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ»، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَمُسْلِمٌ وَلَفْظُهُ: «يَقُولُ الْعَبْدُ مَالِي مَالِي إِنَّماَ لَهُ مِنْ مَالِهِ ثَلَاثٌ مَا أَكَلَ فَأَفْنَى أَوْ لَبِسَ فَأَبْلَى أَوْ أَعْطَى فاَقْتَنَى (٣) وَمَا سِوَى ذلِكَ فَهُوَ ذَاهِبٌ وَتاَرِكُهُ لِلنَّاسِ (٤)».

• عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «أَيُّكمْ مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ»؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا مِنَّا أَحَدٌ إِلا مَالُهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ، قَالَ: «فَإِنَّ مَالَهُ مَا قَدَّمَ وَمَالَ وَارِثِهِ مَا أَخَّرَ (٥)»، رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

• عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيَّ قَالَ (٦): «إِنَّ أَكْثَرَ مَا أَخَافُ عَلَيْكمْ مَا يُخْرِجُ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ بَرَكَاتِ الْأَرْضِ»، قِيلَ: وَمَا بَرَكَاتُ الْأَرْضِ؟ قَالَ: «زَهْرَةُ الدُّنْياَ (٧)»، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: هَلْ يَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ فَصَمَتَ النَّبِيِّ حَتَّى ظنَنَّا أَنَّهُ يُنْزَلُ عَلَيْهِ، ثمَّ جَعَلَ يَمْسَحُ عَنْ جَبِيِنِه، فَقَالَ: «أَيْنَ السَّائِلُ»؟ قَالَ: أَناَ (٨)، قَالَ: «لَا يَأْتِي الْخَيْرُ إِلا بِالْخَيْرِ إِنَّ هذَا الْماَلَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ وَإِنَّ كُلَّ مَا أَنْبَتَ الرَّبِيعُ (٩) يَقْتُلُ حَبَطًا أَوْ يُلِمُّ (١٠)


(١) فالشخص إذا كبر يضعف قلبه في كل شيء إلا في طول العمر وكثرة المال، وما أحسنه لو صرفهما في مرضاة الله تعالى.
(تنبيه) مرويات مسلم هنا في الزكاة.
(٢) ادخرت في الآخرة.
(٣) فالباقي للإنسان من ماله هو ما صرفه في وجوه الخير فهو المدخر له عند الله وكذا ما أنفقه على نفسه وأهله إن احتسبه عند الله تعالى.
(٤) أي ورثته.
(٥) فمآل المال الذي يجمعه الإنسان قسمان: قسم له وقسم لوارثه، فالقسم الذي أنفقه في وجوه البر في حياته هو الباقي له إلى الآخرة، وما مات عنه فهو قسم وارثه ولا ثواب له فيه، اللهم إلا إذا احتسب ما تركه لعباد الله تعالى فإنه لا شك يؤجر عليه.
(٦) وهو يخطب الناس يوما.
(٧) وزينتها من الذهب والفضة والحيوان والأشجار والزروع.
(٨) قال أبو سعيد: فحمدنا ذلك الرجل لتسببه في إسماعنا هذا الحديث.
(٩) الجدول: وهو النهر الصغير، والمراد الماء.
(١٠) يقتل حبطا بفتحات انتفاخا من كثرة الأكل، أو يلم أي يقرب من الهلاك.

<<  <  ج: ص:  >  >>