(٢) رؤية وجهه في الآخرة أو يخلصون له في الأعمال. (٣) في فضائل سعد بن أبي وقاص ﵁، وروى أن الأقرع بن حابس وعتبة بن حصن الفزاري وعباس بن مرداس جاءوا للنبي ﷺ فوجدوه مع ناس من فقراء المسلمين كعمار بن ياسر وصهيب وبلال فحقروم وقالوا: يا رسول الله لو جلست في صدر المجلس وأبعدت هؤلاء عنك لجالسناك وأخذنا عنك فإن رائحة جبابهم تؤذينا وكانت من صوف ولمداومة لبسها كانت رائحتها كريهة فقال ﷺ: ما أنا بطارد المؤمنين، قالوا: لا نحب أن نجلس مع هؤلاء الأعبد فإن وفود العرب تأتيك ونستحي أن ترانا مع هؤلاء، فأبى النبي ﷺ، ثم قالوا: اجعل لنا منك مجلسا لا يكون فيه هؤلاء الأعبد فإذا قمنا فأجلسهم معك كما تشاء فرضى النبي ﷺ بهذا أملا في إسلامهم وإسلام قبائلهم، فقالوا: اكتب لنا بذلك كتابًا، فأمر عليًا بالكتابة فشرع عليّ ﵁ يكتب لهم بذلك كتابًا فنزل جبريل بقوله ﴿ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي﴾ الآية فأخذ النبي ﷺ الصحيفة من يد على فألقاها ثم دعا هؤلاء الفقراء فأقبل عليهم وهو يقرأ: كتب ربكم على نفسه الرحمة. فكان بعد هذا يجلس مع هؤلاء الفقراء ثم يقوم ويتركهم، فأنزل الله تعالى ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾، فكان بعد هذا لا يقوم من مجلسه حتى يقوم هؤلاء الفقراء ﵃ فانظر بعد هذا كيف منزلة الفقراء عند الله تعالى حشرنا الله في زمرتهم آمين. (٤) التجفاف كعمران: ما يوضع على ظهر الفرس ليقيه الجراح وليجفف رطوبة العرق وغيرها، والمراد إن كنت تحبني صادقا من قلبك فانتظر الفقر، فإنه أسرع إلى من يحبني من السيل إلى مجراه، وهذا لينال درجة الفقر زيادة على درجة محبته ﷺ فيعظم أجره.