للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «عَرَضَ عَلَيَّ رَبِّيِ لِيَجْعَلَ لِي بَطْحَاءَ مَكَّةَ ذهَباً (١) قُلْتُ: لَا ياَ رَبِّ وَلكِنْ أَشْبَعُ يَوْمًا وَأَجُوعُ يَوْمًا أَوْ قاَلَ ثَلَاثًا أَوْ نَحْوَ هذَا (٢) فَإِذَا جُعْتُ تَضَرَّعَتُ إِلَيْكَ وَذَكَرْتُكَ وَإِذَا شَبِعْتُ شَكَرْتُكَ وَحَمِدْتُكَ (٣)».

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّ أَغْبَطَ أَوْلِيَائي عِنْدِي لَمُؤْمِنٌ خَفِيفُ الْحَاذِ (٤) ذُو حَظَ مِنَ الصَّلَاةِ أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ وَأَطاَعَهُ فِي السِّرِّ وَكَانَ غَامِضًا فِي النَّاسِ (٥) لَا يُشَارُ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ وَكَانَ رِزْقُهُ كَفَافًا فَصَبَرَ عَلَى ذلِكَ ثُمَّ نَفَضَ يَدَهُ (٦) فَقَالَ: عُجِّلَتْ مَنِيَتُهُ قَلَّتْ بَوَاكِيهِ قَلَّ تُرَاثُهُ (٧)، رَوَى التِّرْمِذِيُّ هذِهِ الثَّلَاثَةَ (٨)».

• عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ عَلَى النَّبِيِّ فَقَالَ لِرَجُلٍ جَالِسٍ عِنْدَهُ: «مَا رَأْيُكَ فِي هذَا»؟ فَقَالَ: رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِ النَّاسِ هذَا وَاللَّهِ حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ يُنْكَح (٩) وَإِنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفعَ (١٠) فَسَكَتَ النَّبِيُّ ثُمَّ مَرَّ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ : «مَا رَأْيُكَ فِي هذَا»؟ فَقَالَ: ياَ رَسُولَ اللَّهِ هذَا رَجُلٌ مِنْ فُقَراءِ الْمُسْلِمِينَ هذَا حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَلا يُنْكَحَ


(١) جبال مكة ذهبا.
(٢) شك في مدة الجوع أي: أو قال أجوع ثلاثا.
(٣) فلم يرض بكثرة المال واختار قلته لأنه أهدأ وأحسن وقدوة صالحة، وفي هذا قال البوصيري وحشرنا في زمرته آمين:
وراودته الجبال الشم من ذهب … عن نفسه فأراها أيما شمم
وأكدت زهده فيها ضرورته … إن الضرورة لا تعدو على العصم
وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من … لولاه لم تخرج الدنيا من العدم
(٤) كالحال أصله ما يقع عليه اللبد من ظهر الفرس، والمراد أنه قليل الأهل والأولاد.
(٥) منسيًا ليس مذكورا.
(٦) ثم نفض النبي يده إشارة إلى خلاص ذلك الرجل من الدنيا بموته.
(٧) قل من يبكي عليه وقل ما تركه من المال، فأغبط المؤمنين عند النبي رجل خفيف الأهل والولد والمال ليس مشهورا في الناس ولكنه يحسن عبادة ربه ويخلص فيها حتى يخرج من دنياه بسلام.
(٨) بأسانيد حسنة.
(٩) لو طلب بنت أي رجل يتزوج بها لأجابه لغناه.
(١٠) ولو توسط لأي شخص عند عظيم لقبل شفاعته وأجابه.

<<  <  ج: ص:  >  >>